حسمت أخيرا لجنة الانتخابات الزيمبابوية أمس وبعد طول انتظار وترقب في نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت بداية الأسبوع بكشفها عن نتائج هذه الانتخابات بفوز المعارضة على حساب حزب الرئيس روبرت موغابي· في انتظار إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية· وتمكنت الحركة من أجل التغيير الديمقراطي المعارضة من الحصول على 105 مقعد من أصل 210 مقعد المشكلة للبرلمان في وقت لم يفز فيه الحزب الحاكم إلا ب 93 مقعدا بعد أن كان يحوز على 199 مقعدا في البرلمان المنتهية عهدته· وتفاعلت الأزمة السياسية الزيمبابوية على صفيح ساخن منذ اليوم الأول من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية السبت الماضي وتفاعلت باتجاه الاسوء بعد تأخر اللجنة الانتخابية في الاعلان عن النتائج النهائية مما زاد المخاوف من إمكانية انفجار الوضع باندلاع مظاهرات بين انصار المعارضة والحكومة تماما كما حدث في كينيا مطلع هذا العام· فبينما أصرت الحركة من اجل التغيير الديمقراطي المعارضة على تأكيد فوز مرشحها في الانتخابات الرئاسية مورغان تسفانغيري بأغلبية الأصوات وسارعت الى الاعلان عن ذلك دون انتظار الإعلان عن النتائج الرسمية اصدرت الحكومة تحذيرات من مغبة استباق الاحداث وطالبت بانتظار الإعلان الرسمي عن النتائج· وقال الأمين العام للحركة المعارضة توندي بيتي انه حسب المعلومات المتوفرة لديهم حول نتائج الانتخابات فإن رئيس الحركة مورغان تسفانغيري يكون قد تحصل على 50.3 بالمائة من الأصوات المعبر عنها مقابل 43.8 بالمائة من الأصوات لصالح الرئيس روبيرت موغابي· وهو ما جعله يؤكد أن المعارضة تمكنت من الفوز في هذه الانتخابات بفارق كبير عن الرئيس موغابي بما لا يستدعي اللجوء إلى إجراء دور ثان من الانتخابات· للإشارة فإن الدستور الزيمبابوي ينص على تنظيم دور ثان من الانتخابات في غضون ثلاثة أسابيع من الدور الأول في حال عدم تمكن أي مرشح من الحصول على أغلبية الأصوات المعبر عنها· ولم تكتف المعارضة عن إعلان فوزها في الانتخابات الرئاسية فقط وذهبت إلى الإعلان عن النتائج البرلمانية التي قالت أنها تمكنت من الاستحواذ على أغلبية المقاعد بحصولها على 110 مقاعد مقابل 96 عادت إلى الحزب الحاكم· وبإعلان المعارضة عن هذه النتائج تكون القبضة قد احتدمت أكثر بينها وبين حكومة الرئيس موغابي الذي يرفض التخلي عن منصبه· ولكن الحكومة الزيمبابوية سارعت إلى استنكار تصريحات مسؤولي المعارضة ووصفت ماقاموا به بالتصرف غير المسؤول ويحث على اشاعة اعمال العنف في البلاد· وقال وزير الإعلام نيديوف سيكهوانيزو لماذا هذا التسرع في إعلان النتائج قبل استكمال اللجنة الانتخابية لعملها· وتأخرت الحكومة الزيمبابوية في الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت بداية الأسبوع مما فتح الوضع في زيمبابوي أمام كل الاحتمالات في ظل التوتر الذي تزداد حدته مع مرور كل يوم تأخير· وهو الأمر الذي دفع بالمعارضة إلى إبداء تخوفات من إمكانية تزوير الحكومة نتائج هذه الانتخابات لصالح الرئيس موغابي· وخوفا من تكرار تجربة كينيا المأساوية طالبت عديد العواصم الدولية السلطات الزيمبابوية بالإسراع في الإعلان عن نتائج الانتخابات ودعت الرئيس موغابي إلى التنحي عن الحكم إذا جاءت النتائج لصالح مرشح المعارضة مورغان تسفانغيري وذلك احتراما لإرادة الشعب الزيمبابوي· ويخشى أن تأخذ الأزمة الزيمبابوية أبعادا إقليمية بعد أن أعلنت أمس زامبيا حالة تأهب في صفوف قواتها على الحدود مع زيمبابوي تحسبا لأي طارئ· وقال وزير الدفاع الزامبي جورج مبومبو "أن إعلان حالة التأهب هو إجراء احترازي لمواجهة احتمال أن تتطور الاوضاع التي تسبب فيها انتظار الإعلان عن نتائج الانتخابات في زيمبابوي لمدة أربعة أيام إلى أعمال عنف وتدفق عدد كبير من اللاجئين إلى زامبيا" · وأضاف أن العمليات الامنية ستتواصل بشكل عادي في الوقت الراهن في المناطق الحدودية غير أنه سيتم تعزيزها في حال تصاعد الأوضاع من اجل حماية المواطنين الزامبيين الذين يعيشون في المناطق الحدودية·