أصبح الوضع السياسي في زيمبابوي متعلقا بطبيعة القرار الذي سيتخذه زعيم المعارضة مورغان تسفانغيري بخصوص مشاركته من عدمها في الدور الثاني من انتخابات الرئاسة التي أقرتها اللجنة الانتخابية بسبب عدم حصوله على الأغلبية المطلقة في انتخابات 29 مارس الماضي. ومازالت كل الساحة السياسية في هذا البلد الإفريقي الفقير في حالة ترقب لمعرفة الموقف الذي سيتخذه زعيم حركة التغيير الديمقراطي بعد أن كانت مصادر من هذا الحزب المعارض لنظام الرئيس روبيرت موغابي، أكدت أول أمس، أنها ترفض خوض سباق الدور الثاني بمبرر أنها حصلت على الأغلبية المطلقة في الدور الذي جرى في 29 مارس الأخير. وزادت حدة الترقب خاصة وأن هذا النقابي السابق مازال في دولة جنوب إفريقيا التي بقي فيها مدة شهر كامل مبديا مخاوف من العودة إلى البلاد خشية اتهامه بالخيانة العظمى بسبب تكثيفه لاتصالات مع مختلف الأطراف في جنوب إفريقيا. يذكر أن اللجنة الانتخابية العليا أكدت حصول تسفانغيري على 47.9 من أصوات الناخبين متقدما على الرئيس روبيرت موغابي المتحصل على 43.2 من الأصوات وهو ما يحتم عليه خوض دور ثاني لحسم أمر من يعتلي كرسي الرئاسة في زيمبابوي. وهي الأرقام التي طعن فيها زعيم حركة التغيير الديمقراطي وأكد أنه حصل على أكثر من 50 بالمائة من أصوات الناخبين. ووسط استمرار القبضة بين موغابي الذي حكم البلاد منذ سنة 1980 وتسفانغيري النقابي السابق بدأت الوساطات تتداخل بينهما في مسعى لتسوية النزاع السياسي بين الرجلين بالتراضي من خلال التوصل إلى حل توافقي لتفادي انزلاق الوضع إلى مواجهات بين أنصار حركة التغيير الديمقراطي وقوات الأمن الزيمبابوية. وبدأت فكرة التوصل إلى حل توافقي على الطريقة الكينية تجد طريقها في الساحة الزيمبابوية يتم وفقها اقتسام السلطة وتوزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة بعد أن استعصى إلى حد الآن التوصل إلى تفاهم حول من تؤول له شرعية البلاد تسفانغيري أو موغابي. ويسعى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا إلى لعب دور الوسيط لإنهاء حالة الإنسداد والذي فضّل البحث عن حل سياسي توافقي بين طرفي المعادلة السياسية في هذا البلد. وقال غويدي مانتاشي الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يقوم بدور الوساطة متسائلا ما إذا كان إجراء الدور الثاني هو الحل الأمثل لتسوية الأزمة في زيمبابوي أم أنه بإمكاننا التوصل إلى اتفاق تفاوضي. وحذّر مانتاشي أن الأزمة والخوف الذي يسود زيمبابوي اليوم يمكن أن يؤدي بكل سهولة إلى انفجار للوضع وإلى مواجهة مسلحة مفتوحة.