عرفت الأعراس العاصمية في السنوات الأخيرة، دخول نوع جديد من التقاليد التي كانت مقتصرة على ولايات غرب البلاد، مثل “العمارية” التي أصبح حضورها قويا في أفراح العاصمة. هذا ما تأكدت منه “المساء” خلال زيارتها لصالون حواء الذي نظم مؤخرا، وضم العديد من وكالات تنظيم الأعراس التي تتنافس فيما بينها لعرض أفضل ما لديها من خدمات، وكل خدمة جديدة تقدمها الوكالة هي بمثابة فرحة مضاعفة مقدمة للزبون. يشهد مجال تنظيم الأعراس في الوقت الحالي إقبال العديد من الذين يرغبون في الاستثمار في هذا المجال الذي أضحى يدر مبالغ مالية محترمة، خاصة أن الأعراس لم تعد تقتصر على فصل الصيف فقط، إنما على مدار السنة، ولأن هناك مبدأ مفاده “خالف تعرف”، فإن كل وكالة لتنظيم الأعراس تحاول جاهدة تقديم ما لا تقدمه منافستها، حتى وإن تطلب الأمر استيراد عادات من مناطق أخرى، ومن ذلك تقليد “العمّارية”، وهذا بالضبط ما أثار اهتمامنا خلال زيارتنا للصالون، حيث كانت “العمارية” منصوبة عبر مختلف أجنحة وكلاء تنظيم الأعراس، مما جعلها تستقطب حشودا نسوية كبيرة، منهن من تقدمن لكراء هذه الخدمة الجديدة في الأعراس، حيث يضفي جوا مغاربيا على الفرح مزيدا من الرومانسية والفخامة الملكية. كانت العروض التي قدمتها كل وكالة تبث عبر شاشة تلفزيونية منصبة بالجناح للترويج للخدمة، اصطف أمامها جمهور قياسي يحلم في اليوم الذي يقبل فيه على الزواج لتكون هذه الفرق ضمن زفافه، في حين يتحسر البعض من خلو فرحهم من هذا النوع من العروض التي لم يسبق أن وُجدت ضمن أفراح عاصمية في وقت مضى. ينطلق “الشاو” - مثلما يسميه منظمو الحفلات- بعرض “العمارية” التي تجلس داخلها العروس وأخرى للعريس، يحملها مجموعة من الرجال ويرقصون بها في حلقات وكوريغرافيا منسقة ومنظمة، إذ يجوب حاملوها قاعة الحفلات لترحب العروس بضيوفها وسط أنغام موسيقية، تليها رقصات “النقافات”، مرفقة هي الأخرى بموسيقى “القرقابو” على وقع “الدربوكة” و”البندير” وزوج “القرقابو” وآلة جديدة تشبه المزمار لكن بشكل أطول، تصدر صوتا شبيها بالبوق. وفي حديثه ل”المساء”، يقول أحد منظمي الأعراس الملقب بنبيل “لاكلاس”؛ إن الإقبال على خدمات وكالات تنظيم الأعراس يزداد يوما بعد آخر، وهذا راجع لأسباب عديدة من بينها عدم توفيق أصحاب الحفل في تنظيم كل متطلبات الزفاف التي تأخذ وقتا كبيرا خاصة مع قرابة موعد الزفاف، إلى جانب السعي للاستفادة من خبرات هذه الوكالات التي تقترح خدمات جديدة تضفي جوا رائعا ومنسقا بكل تفاصيله، فضلا عن مختلف التسهيلات والترتيبات، وتقريبهن من الفاعلين في الأفراح والفرق الموسيقية التي يتعذر على البعض جلبها من الولايات المجاورة. وأضاف المتحدث؛ “إن إدخال عادات جديدة على الأعراس العاصمية كان سهلا،ولم يرفضه معظم من عرضنا عليهم هذا النوع من الخدمات، لاسيما القارقابو والعمارية اللذين لقيا رواجا كبيرا من طرف المقبلين على الزواج”، وأوضح أن “العمارية” كانت عادة مقتصرة على بعض ولايات غرب الوطن، لاسيما تلمسان ووهران وسيدي بلعباس، غير أنها بدأت تنتشر في مناطق أخرى، وبالأخص في العاصمة في السنوات الأخيرة، بحيث أصبحت عنصرا أساسيا في مختلف الأفراح مثل الختان، والخطوبة والأعراس، وأضحت ديكورا تنافسيا بين مختلف الأعراس. وعن سعر كراء “العمارية” و”القارقابو”، لم يخف المنظم نبيل بأن الأسعار تختلف باختلاف المواسم، إلا أنها عادة لا تتعدى 50 ألف دينار لعرض مسائي يدوم بين 45 دقيقة إلى ساعة ونصف، ويضيف: “الأزواج الذين قاموا بالحجز خلال صالون حواء سوف يستفيدون من تخفيضات مغرية ومفاجآت رائعة خلال الحفل”. وأشار محدثنا إلى أنه يقوم خلال اليوم المنشود بإرسال امرأة مختصة في الميدان ضمن فريقه للإشراف على سير الخدمات الحسن، حيث تعمل على لعب دور المرشدة والموجهة استنادا إلى خبرتها وتجربتها الواسعتين، وتقوم بالعمل على مساعدة العروس لظهورها بأحسن زي وركوب العمارية التي يجب أن يكون لها طابع مغاربي، ليكتمل الغرض المطلوب وهو الظهور في شكل أميرة أو ملكة خلال يوم زفافها. وفي حديث متصل، تقول السيدة فريدة زائرة للصالون، والتي تحضر لزفاف ابنتها بعد بضعة أشهر: “هذا النوع من الوكالات لتنظيم الحفلات أضحى ضروريا بغية إنجاح سهرات الزفاف وحفلات الطهارة، وتضيف: “ألبومات الصور والفيديوهات التي يعرضها علينا المنظمون تعطينا فكرة عن نوع السهرة التي نريد تنظيمها، إلى جانب مختلف إنواع الديكور الذي تقترحه الوكالة ليطابق ذوق كل عائلة”. وتتمثل مختلف الخدمات في كراء قاعة الزفاف مرورا بالفرقة الموسيقية والمصور، علاوة على كراء سيارة العروس لموكب العرس، إلى جانب مجموعة تقوم بتوزيع الحلويات، إضافة إلى التكفل التام طيلة سهرة الزفاف بالضيوف.. كلها تسهيلات تقدمها الوكالة لتخفيف الضغط على أصحاب الحفل، مما يجعل العروس تتفرغ لتجميل نفسها فقط دون تكبد عناء التفكير في مجريات الزفاف.