اعتبر وزير الشؤون الدنية والأوقاف، بوعبدالله غلام الله، أن أحداث غرداية فيها ظلم للإباضيين والمالكيين على حد السواء، مضيفا أن هذه الأحداث التي غذّاها دخلاء عن المدينة من أصحاب السكنات القصديرية والأكواخ الذين انتشروا بسرعة في السنوات الأخيرة، ونشروا معهم العديد من الآفات، يضاف إليهم مجموعة من الشباب الذين أرادوا ممارسة السياسة بالعنف. ورافع وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أول أمس، مطولا من ولاية قسنطينة، التي خصّها بزيارة عمل وتفقد عن مكانة الإمام في المجتمع، معتبرا أن الإمام خليفة رسول الله على المنبر، وأن احترام الإمام الذي حافظ على رصّ صفوف الأمة ووحدتها، من احترام الإسلام والسلف الصالح والأصالة، نافيا في نفس الوقت ما روّجته بعض وسائل الإعلام عن وجود أئمة وراء القضبان، حيث أن من روّج مثل هذه الإشاعات فقد أساء لكل الأئمة وكذلك أساء للعدالة، معتبرا أن الإمام عندما يخطئ يجب أن يحاسب على خطئه كأي مواطن، ولا يجب إدراج مهنة الإمامة للترويج الإعلامي، مضيفا أن الأئمة يستحقون التبجيل والاحترام، ويجب النظر إليهم كأئمة وليس موظفين عند الدولة، رغم أن الحكومة أدرجتهم في سلك الوظيف العمومي لحفظ كرامتهم.وفي شق آخر من خطابه أمام الأئمة بفندق الحسين بالمدينة الجديدة، على هامش مراسم توزيع إعانات الزكاة على 100 شاب وشابة في إطار القرض الحسن الذي بلغ غلافه الإجمالي 2 مليار و600 مليون سنتيم، قال إن صندوق الزكاة بقسنطينة، قدم الإعانة ل60 ألف عائلة، ومنح قروضا حسنة ل600 شاب، ساعدهم على بعث نشاطاتهم الاقتصادية. وتحدث الوزير عن الجانب اللامادي في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، حيث تابع عرضا لأهم الكتب التي سيتم إعادة نسخها وتوزيعها على ضيوف قسنطينة، مثلما حدث بتلمسان أين تم إعادة نشر 60 كتابا لأعلام وشيوخ المنطقة، كما تابع عرضا حول ترميم وتهيئة المساجد في نفس الإطار، حيث بلغ عددها 11 مسجدا بني قبل الاستقلال و27 مسجدا بني بعد 1962، مؤكد أنه لا توجد دولة في العالم شجعت بناء المساجد مثل الجزائر، حيث كشف أن 90 %، من بيوت الله الموجودة بالجزائر بنيت بعد الاستقلال، وأن قسنطينة استفادت في العشر سنوات الأخيرة من 216 مسجدا جديدا بعدما كان عدد المساجد لا يفوق ال135 مسجدا سنة 2004. واعترف الوزير، بأن الثقافة المحلية منسية وغير معترف بها، حيث دعا إلى ضرورة العمل من أجل إعادة الأصالة الجزائرية، وإبراز التاريخ الثري لهذه الأمة، وكذا إبراز أعمال علمائها الأجلاء، مضيفا أن الفرصة سانحة لتكون البداية من قسنطينة. وأشرف الوزير في نهاية زيارته لقسنطينة، على توزيع قروض الزكاة على الشباب المستفيد، كما عاين عددا من مشاريع الترميم التي شملت عددا من البنايات التابعة لقطاعه، بداية من مسجد حسن الباي بوسط المدينة، إلى مسجد أحمد حماني بالمدينة الجديدة، وتوقف عند مشروع تهيئة ساحة مسجد الأمير عبد القادر، الذي خصصت لها الدولة حوالي 232 مليار سنتيم، والتي ستنتهي بها الأشغال 10 أيام قبل انطلاق تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، قبل أن يكرّم بالبرنوس التقليدي عربونا له على ما قدمه للقطاع.