تتوفّر ولاية باتنة على أكثر من عشر قاعات للعرض السينمائي، شهدت خلال الثمانينيات حركة دؤوبة قبل أن تعلن مقاطعة الجمهور الذي ارتبط بها في السبعينيات، والتزم بعروضها إلى آخر لحظة، ومن بين أكبر دور السينما بمدينة باتنة؛ ”الوداد” المقر الحالي لمسرح باتنة الجهوي وكذا ”الكازينو” المقر القديم لفريق ”شباب أوراس باتنة”، وهي حاليا تعيش حالة مزرية، إضافة إلى قاعة ”الكوليزي” التي تجري بها الأشغال حاليا لتحويلها إلى سينماتيك، و”الريجون” بحي سطا، وسط باتنة. أكّد مصدر من قطاع الثقافة بالولاية على أن عدد قاعات السينما، حسب مونوغرافيا الولاية لسنة 2008، بلغ خمس قاعات تابعة لبلدية باتنة وهي؛ ”الكازينو” التي تم منحها لفريق شباب باتنة خلال سنوات التسعينات، سينما ”الكاهنة” أو ”الريجون” وقاعة ”حي النصر، قاعة ”حي كموني” وأخيرا ”لمباركيه”، واستقطبت هذه القاعات خلال الثمانينات جمهورا كبيرا تردّد على النادي السينمائي، وقاعة السينيماتيك ”سينما الأوراس حاليا” وقاعة دار الثقافة. يرجع المتتبعون للشأن الثقافي بالولاية الأسباب التي كرست الوضعية لعدة اعتبارات، أهمها تكمن في بروز بدائل أخرى، كانتشار الفيديو، الهوائيات المقعرة، الأنترنت والأقراص المضغوطة وغلاء النسخ الأصلية للأفلام عند العروض الأولية، وأجمعت الوجوه الثقافية والفنية بولاية باتنة ممن تحدّثت إليها ”المساء”، على أن بعض الفرص مشجعة لتحويل وجهة الشباب للفن السابع بتخصيص فرص التكوين وإعادة بعث نشاط دور السنما التي ظلت مغلقة لسنين وتوظيفها خدمة للثقافة، وفي هذا الصدد ثمّن البعض المبادرات الجادة لوزارة الثقافة، منها التكفل بقاعة ”السينيماتيك” التي استلمتها عن طريق الامتياز بغرض إعادة إحياء النشاط السينمائي، في حين لا تزال المشاورات جارية حول قاعة ”الكاهنة”. من جهة أخرى، حوّلت بلدية باتنة نشاط قاعتي ”حي النصر” و”لمباركية” ليصبح نشاطهما شبيها بنشاط المراكز الثقافية الجوارية، ونفس المصير لقته بقية القاعات القليلة الموجودة عبر بعض البلديات مثل نقاوس، عين التوتة، بريكة، مروانة، ورأس لعيون. بالمناسبة، أكّد السيد كريم ماروك رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية باتنة، على أن مصالحه أعدت برنامجا ثقافيا سيشمل إضافة إلى الأنشطة الثقافية؛ دور السينما التابعة للبلدية، مؤكّدا على ضرورة تفعيل دور الجمعيات الثقافية الفاعلة لتسيير المرافق المنتشرة عبر الأحياء، معتبرا أنّ الأنشطة المناسبتية أو تلك المبرمجة طوال السنة هي من مهام الجمعيات الثقافية التي ينتظر منها الكثير باستغلال المرافق الثقافية. أما السيدة نائب عتيقة بوعكاز المكلفة بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية، فأكّدت على أهمية إدراج دور السينما التابعة للبلدية ضمن المرافق التي تقرّر إعادة بعث نشاطها بعدما شملتها عمليات الترميم، وفي قاموس هذه الأنشطة؛ برنامج ثري تسعى من خلاله إلى إعادة إحياء ثقافة زيارة دور السينما لمشاهدة الأفلام وأنشطة أخرى لها علاقة ببعث النشاط الثقافي بالولاية.