أدى ارتفاع أسعار البنزين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمدارس الى تطبيق اجراءات جديدة من أجل الاقتصاد في استعمال الوقود لا سيما عن طريق تغيير بل والتشويش على عادات التلاميذ.ففي العديد من المقاطعات قررت المدارس التي تقدم خدمات النقل للتلاميذ اجبار هؤلاء على المشي لمسافات أطول اقتصادا للبنزين.. فالحافلات الصفراء المشهورة بهذا البلد لن تنقل من هنا فصاعدا إلا التلاميذ الذين يقطنون في مناطق بعيدة عن المدرسة. في هذا السياق يقول كريس كرام الناطق الرسمي للمدارس العمومية بمقاطعة مونتغومري في ولاية ماريلاند أن "البنزين أصبح غاليا جدا لدرجة أننا نريد تعديل اتجاهات الحافلات المدرسية وتغيير المسافات بين محطة وأخرى". وفي هذه المدينة اشترط لنقل التلاميذ في الحافلات أن يقطن هؤلاء على بعد 1.6 كلم عن المدرسة بالنسبة للابتدائي و3.2 كلم بالنسبة لتلاميذ الثانوي. وأدت هذه التغييرات الى امتعاض الكثير من التلاميذ الذين عبروا عن رفضهم للاضطرار للمشي مسافة أكبر، ومن هؤلاء جوانا كوب 14 سنة التي تقول "لا أريد أن أسير 10 أو 20 دقيقة إضافية.. لقد تعبت.. عندما تكون الساعة السادسة صباحا لا أحبذ المشي".ط عكسها ترى ريبيكا غامبل أن الأمر لا يمثل اشكالا بالنسبة لها وتقول "أن الذهاب الى محطة الحافلة لا يستغرق معي سوى دقيقة واحدة.. لذلك فإنه لايزعجني أن أسير مدة 10 دقائق.. أعتقد أن الناس سيتمتعون بصحة أفضل إذا أكثروا من المشي".ط يذكر أن ميزانية ال1274 حافلة صفراء التي تحصيها المدينة كانت قد أعدت على أساس سعر 2.74 دولارا للجالون الواحد من البنزين (3.78 لترا) للسنة الدراسية 2007/2008 لكن أسعار البنزين قفزت خلال هذه الفترة الى 4 دولارات للجالون الواحد. وأمام هذه المتغيرات اتخذت مدارس أخرى إجراءات أكثر صرامة لدرجة لجوء بعضها الى خفض عدد أيام الدراسة الى أربعة أيام أسبوعيا مع العلم أن التخلي عن يوم واحد من الدراسة يعني اقتصاد المدرسة ل20 بالمائة من ميزانية النقل. لكن مسؤول الخدمات المدرسية لمقاطعة هنري اعتبر أن الاقتصاد في النفقات لا يتم فقط عن طريق النقل ولكن كذلك عن طريق الاقتصاد في استخدام التبريد وإطفاء الأضواء وعدم استخدام الماء! من جانبها تشهد الجامعات الأمريكية تهافتا على الدروس الافتراضية على شبكة الأنترنيت نظرا لرغبة الطلبة في تجنب التنقل الى الجامعات اقتصادا لتكاليف النقل. فمثلا في الجامعة التقنية ويسترن كانتوكي ارتفع عدد الطلبة الذين يتابعون دروسهم على النات ب10 بالمائة.