عقد مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية، الأستاذ عبد القادر بوعزارة، أمس، بمكتبه بالمعهد الوطني العالي للموسيقى، ندوة صحفية عرض فيها برنامج سهرة غد الأربعاء بالمسرح الوطني، حيث ستقدّم الأوركسترا عرضا موسيقيا تحت قيادة المايسترو السوري ميساك باغبودريان، وبمشاركة خاصة للعازفة الإيطالية فرانسيسكا رومانا. ويتركز البرنامج أساسا على عزف القطعة الأربعين لرائعة موزار، التي أدتها غناء الفنانة الكبيرة فيروز، وهي تخصّ منوّعة على سلّم ”ري” الموسيقي، كما يتضمّن البرنامج عزفا فرديا للعازف الجزائري المعروف جمال غزالي، على آلة الناي الكلاسيكي وعزف فردي آخر للعازفة فرانسيسكا على الآلة التقليدية ”الآرب”، ويختتم العرض برقصة علاوي من عمق تراث الغرب الجزائري. وفي هذا الشأن، أشار العازف جمال غزالي، إلى أنّ الأوركسترا الوطنية وبمبادرة من الأستاذ بوعزارة، ومنذ تأسيسها سنة 1992، شجّعت العزف الفردي وأعطت للعازفين فرصة الظهور وكذا الاشتراك مع عازفين أجانب كما هو الحال غدا مع فرانسيسكا، حيث سيتزاوج العزف بين الناي والآرب الآلة السحرية التي تفتح مجال الخيال، وتجعل العازف شريكا لها ينفعل ايجابيا معها ويعيش لحظات ممتعة. بدورها، ثمّنت العازفة الإيطالية هذه التجربة التي تعكس انسجاما إنسانيا راقيا، فيما أكّد الأستاذ بوعزارة، على أهمية التواصل من خلال الموسيقى التي أصبحت لغة الشعوب اليوم، وبالمناسبة أعرب عن اعجابه بمستوى الجمهور الجزائري الذي أصبح مرتبطا بالأوركسترا الوطنية، وأصبح يتجذّر يوما بعد يوم في تقاليد السماع الراقي.وأشار الأستاذ ميساك، إلى أنّ الموسيقى نشأت في بلادنا العربية، وانتقلت عبر الأندلس للغرب الذي طوّرها علميا وأكاديميا، وبالتالي علينا اليوم كعرب استغلال هذا التطوّر للاستفادة منه أكثر في نهضتنا الموسيقية، وتشجيع كتّابنا الموسيقيين للإبداع في هذا القالب العلمي كي ينشر تراثنا في أرجاء العالم.وعن علاقته بالجزائر أشار المايسترو ميساك، إلى أنّها بدأت سنة 2009 حينما استدعاه بوعزارة، للمشاركة في المهرجان الدولي للموسيقى الكلاسيكية، ليقول ”كنت أظن أنّ أعرق وأكبر سيمفونية عربية هي السيمفونية السورية لكنني اكتشفت أنّ الجزائر لا تملك فقط سيمفونية عريقة، بل لها مهرجان دولي ضخم، الأمر الذي أذهلني حقا ومنذ ذلك الحين وأنا مرتبط بالجزائر فنيا بعدما كانت علاقتي بها علاقة تقدير لشعبها ولثورته العظيمة، وأصبحت لي مشاريع مع الأوركسترا الجزائرية التي شرّفتني بقيادة جوق عالمي في إحدى المهرجانات والتي قدّمت فيها استعراض ”شهرزاد”، كما قدّمت مع الأوركسترا الجزائرية عرضا في اختتام تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”. بالمناسبة سألت ”المساء” المايسترو ميساك، عن تجربة إدراج التراث في اللغة الموسيقية السيمفونية، ليجيب ”أنّ ذلك ليس بالأمر الضروري باعتبار أنّ التراث شيء ثمين لا يجب مسّه لكن من الممكن الاستلهام منه وعندنا في سوريا هناك بعض المحاولات الفردية لترجمة التراث الشامي للغة السيمفونية لكنها بقيت مجردّ محاولات لا غير”. في الأخير، أشار الأستاذ بوعزارة، إلى أنّ الأوركسترا الوطنية تمكّنت من العرض في 46 ولاية كانت آخرها ولايتي ڤالمة والطارف بمناسبة أحداث 8 ماي 1945، ودشّنت في هذه الأخيرة مسرح الهواء الطلق المطل على البحر، وينتظر أن تزور في أكتوبر القادم إليزي ثم تندوف، كما أنّ في أجندتها العديد من النشاطات منها إحياء يوم الفنان في 8 جوان، وسهرات رمضان الكريم والاحتفال ب5 جويلية، وحفل لذوي الاحتياجات الخاصة نهاية هذا الشهر وخرجة فنية ستقودها بداية جوان للصين الشعبية، أما في شهر سبتمبر فستقيم مهرجانها الدولي الذي أكّدت 20 دولة حضورها فيه، وكذا إصدار صندوق الأوركسترا الموسيقي الذي به 5 أقراص كلّها في التراث الجزائري.