رفع فلاحو العاصمة جملة من المطالب للمديرية الوصية، أهمها تسوية الوضعية القانونية للأراضي الفلاحية التي يستغلونها منذ سنوات، دون أن يتمكنوا من الحصول على عقود الملكية وعقود الامتياز، كما يطالب بعضهم باسترجاع مستثمراتهم الفلاحية التي تحولت إلى مجمعات سكنية وأحواش على حسابهم، ويشتكي منتجو الحليب من مشكل غلاء الأعلاف واستيراد بقر لا تدر كميات حليب بالشكل المطلوب، مما يؤثر على إنتاج هذه المادة الهامة. أعرب بعض الفلاحين الذين التقتهم ”المساء” بقصر المعارض، على هامش الصالون الدولي للإنتاج الزراعي والصناعة الغذائية، عن عدم رضاهم بالظروف غير المريحة التي ينشطون فيها، حيث أكدوا لنا أنه من الضروري أن تلتفت مديرية الفلاحة إلى مطالب المهنيين لتوفير الإنتاج.
غياب اليد العاملة وعقود الامتياز مشكل عالق ونحن نتجول بجناح تربية البقر والدواجن في الصالون، التقينا بعض فلاحي العاصمة الذين أكدوا لنا أنهم قصدوا الصالون الدولي للإنتاج الزراعي والصناعة الغذائية لتوطيد العلاقات بين الفلاحين والمنتجين، بالإضافة إلى الاستفادة من العروض المقدمة فيما يخص العتاد والأجهزة الجديدة، لكن في المقابل، أوضح لنا بعضهم أن غلاء العتاد لا يمكّن الفلاح من اقتنائه، ومثال ذلك تكاليف اقتناء الفراش الاصطناعي باهظ الثمن، فيما ذهب البعض الآخر إلى الحديث عن مشكل نقص اليد العاملة، لاسيما بعد استفادة الشباب من عروض الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ”أونساج”، وقال أحد الفلاحين المختصين في إنتاج الحبوب بأنهم يواجهون عدة مصاعب في حصد المحصول، أمام عزوف طالبي العمل، خاصة الشباب، عن العمل في هذا الميدان، كما دعا أحد فلاحي بلدية الخرايسية إلى ضرورة تدخل الإدارة لتسهيل عملية تسليم عقود الامتياز للفلاحين حتى يتسنى لهم إبرام عقود شراكة للاستثمار والاستفادة من تمويل البنوك.
عقود الملكية واسترجاع الأراضي الفلاحية مطلب ملح وفي نفس السياق، يشتكي بعض الفلاحين من عدم حصولهم على عقود الملكية، على غرار الفلاحين الذين يقطنون ببلديات بئر توتة، أولاد الشبل والخرايسية، حيث أكدوا لنا أنهم قاموا بإيداع ملفات على مستوى بلدياتهم لتسوية الوضعية الإدارية لهذه الأراضي الفلاحية، حتى يتسنى لهم الاستفادة من عقود في إطار المستثمرات الفلاحية، كما هو الشأن بالنسبة للمستثمرات الفلاحية الموجودة على مستوى بلديات العاصمة. ولم يخفِ هؤلاء تخوفهم من استغلال أراضيهم في مشاريع ذات منفعة هامة، بإدماجها في المحيط العمراني، وهو ما سيؤثر - حسبهم- بشكل كبير على نشاطهم، لاسيما أنهم لا يحسنون ممارسة مهنة أخرى غير الفلاحة، وعليه فهم اليوم متشبثون بأراضيهم الفلاحية التي يعتبرونها مصدر رزقهم الوحيد، وأملهم ألا يتم استغلال هذه الأراضي في مشاريع ويتم نقلهم إلى بلديات أخرى، وهو الأمر الذي يرفضونه تماما.
منتجو الحليب يشتكون من غلاء الأعلاف من جهة أخرى، تحدث منتجو الحليب الذين التقيناهم في المعرض عن المشكل الذي تسبب في نقص مادة الحليب المتمثلة بالدرجة الأولى في غلاء الأعلاف، حيث يطالب هؤلاء السلطات المعنية بتخفيض سعر الأعلاف أو الزيادة في سعر الحليب لتمكين الفلاح من تربية البقر في ظروف جيدة، لاسيما أن إنتاج الحليب يتطلب من الفلاح توفير الغذاء للبقر وضمان حمايتها من الإصابة بالأمراض، كما تحدث بعض المنتجون عن ضرورة تجديد السلالات وجلب بقر حلوب، يساهم في زيادة كمية إنتاج الحليب وتحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرين إلى أن ثمن البقرة باهظ جدا يصل إلى 35 مليون سنتيم، وما زاد الطين بلة أن البقر الذي لا ينتج كميات كبيرة من الحليب، لابد من تغيير سلالته لكي يستفيد المنتج والمستهلك في آن واحد، وإذا توفرت الكمية المطلوبة، فلا داعي للرفع من تسعيرة الحليب.