تجددت المواجهات المسلحة أمس، بين قوات الجيش المالي والحركات المسلحة بمدينة كيدال الواقعة في أقصى شمال شرق البلاد، في مشهد كرس عمق الأزمة الأمنية التي يتخبط فيها هذا البلد. وأكد مصدر من قوة المساعدة الأممية “مينوسما” المنتشرة في مالي، أن الطرفين تبادلا إطلاق النار بشكل كثيف مما أرغم السكان على مغادرة منازلهم ونصبوا خياما في مناطق صحراوية بعيدا عن جحيم المعارك بين الجانبين. واندلعت المواجهات بعد أن باشر الجيش المالي عملية لدخول المدينة سيرا على الأقدام، وبدعم من قوات المدرعات التي سارت الى وسط المدينة من جهات ثلاث غربية وشمالية وجنوبية ضمن مسعى لفرض سيطرته على هذه المدينة التي تعد معقلا رئيسيا للحركة الوطنية لتحرير الازواد الترقية. وكشف المصدر أن تعزيز مواقع الفرقاء خاصة بعد وصول 1500 جندي إضافي إلى كيدال على مدار الأيام الثلاثة الماضية، زاد في درجة الاحتقان بين الجانبين وهو ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات. وتجددت الاشتباكات في كيدال غداة دعوات الأممالمتحدة بضرورة التهدئة والتعقل ودعوة الأطراف المتصارعة إلى الجلوس إلى طاولة الحوار من اجل احتواء الوضع الذي أكدت تطوراته الأخيرة انه لا يزال متفاقما رغم انتشار القوات الأممية المدعومة بالقوات الفرنسية. وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي ال15، قد أكدوا ان الانخراط في مسار مفاوضات ذات مصداقية يبقى السبيل الوحيد الذي بإمكانه أن يقود إلى تحقيق السلام والاستقرار الدائم” بهذا البلد. وهو ما جعل باماكو تطالب مجلس الامن، بضرورة تعزيز قوة “مينوسما” حتى تكون قادرة حتى على نزع سلاح الحركة الوطنية لتحرير الازواد التي اتهمتها الحكومة المالية بمهاجمة قوات الجيش النظامي. وطالب وزير الخارجية المالي، عبد اللاي ديوب، بأن “تكون بعثة “مينوسما” أكثر قوة بما يسمح لها بمواجهة تهديدات الحركات المسلحة وخاصة الحركة الوطنية لتحرير الازواد”. وفي نفس سياق المطالبة بدعم خارجي إضافي، دعا البرلمان المالي “الدول الصديقة” إلى عدم مساعدة المتمردين التوارق المتهمين بتفجير موجة العنف الأخيرة بشمال البلاد، وخاصة بمدينة كيدال التي كانت شهدت السبت الماضي اشتباكات عنيفة خلفت سقوط عشرات القتلى من بينهم عسكريون. وفي ظل استمرار الانزلاقات الأمنية في شمال مالي، اعتبر وزير الداخلية الفرنسي، برنارد غازنوف، أن التطورات الأمنية التي تشهدها منطقة الساحل وخصوصا بمالي ونيجيريا مع تصاعد نشاط حركة “بوكو حرام” يتطلب تعاونا أكثر بين دول المنطقة وخاصة في المجال الاستخباراتي. وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي، خلال لقائه نظيره الموريتاني في اجتماع عمل بنواقشوط. يذكر أن فرنسا التي تدخلت عسكريا في شمال مالي منذ أكثر منذ عام ونصف، بدعوى تطهير شماله من المسلحين اضطرت إلى دعم قواتها التي لا تزال هناك على اثر التطورات الأمنية الخطيرة بكيدال مؤخرا.