اغتيل صحفي ليبي معروف بانتقاداته الشديدة للمجموعات الإسلامية المتطرفة أمس، بمدينة بنغازي في شرق البلاد. وذكر مصدر طبي أن مفتاح بوزيد، رئيس تحرير صحيفة "برنيق" قتل رميا بالرصاص صباح أمس، وسط المدينة التي تعد احد أهم معاقل المجموعات المتطرفة الناشطة في ليبيا. وكان بوزيد، قد ذكر قبل أيام قليلة من اغتياله أنه تلقى تهديدا مباشرا بأن يغادر البلاد خلال 24 ساعة وإلا تعرضت حياته للخطر. وسبق له أن أعلن على إحدى القنوات التلفزيونية الليبية بصفته صحفي محلل تأييده التام للعملية العسكرية التي يقودها الجنرال المتقاعد خليفة خفتر، منذ منتصف الشهر ضد المجموعات المسلحة بدعوى محاربة "الإرهاب". وليست هذه المرة الاولى التي يستهدف فيها رجال الإعلام في ليبيا، حيث سبق وان قتل صحفي بقناة الحرة الليبية شهر أوت 2013. ويستمر مسلسل الاغتيالات في ليبيا وخاصة بمدينة بنغازي مهد الثورة التي أطاحت بالنظام الليبي السابق، بحصد مزيد من الأرواح في مشهد متفاقم أكد خطورة الوضع المنزلق ليس فقط في هذه المدينة ولكن أيضا في كل أنحاء البلاد. ورغم أن هذه الهجمات التي تعصف ببنغازي لم تتبنّها أية جهة لكن كل أصابع الاتهام تشير إلى المجموعات الاسلامية المتطرفة التي اتخذت من المدينة معقلا لها. وكانت منظمة مراسلون بلا حدود، قد أعربت في بيان أصدرته الأسبوع الماضي عن بالغ قلقها لمصير الإعلاميين في ليبيا، والذين أصبحوا من بين الأهداف المفضلة للمسلحين في بلد يعيش على وقع فوضى أمنية عارمة. وهو ما جعل المنظمة الدولية تطالب كافة الأطراف المدنية والعسكرية والسياسية في ليبيا بوقف كل أنواع الهجمات ضد المواطنين وخاصة الإعلاميين منهم. مذكرة بدورهم الأساسي في بناء ديمقراطية حقيقية في ليبيا.