قدم الكاتب محمد الطاهر عيساني مجموعتين قصصيتين هما؛ ”أحترق لأضيئ” و«نهاية ألف ليلة وليلة” عن ”دار الأوطان”، خلال نهاية الأسبوع الماضي بمكتبة ”ديدوش مراد” التابع لمؤسسة ”فنون وثقافة”، ضمن برنامج ”أربعاء الكلمة”. أكّد الكاتب والطبيب محمد الطاهر عيساني عن انفصام متجانس لشخصيته، فمن جهة يهتمّ بكل ما هو ثقافي أدبي، ومن جهة أخرى، يبحث عما هو علمي وطبي، ليضيف أنّ الثقافة فتحت له باب الإنسانية ومكّنته من التقرّب من تجارب الآخر، فجاءت كتاباته إما بمعايشته للأحداث أو طبقا لما يعيشه الآخرون. وأضاف الكاتب حديث العهد بنشر كتابته، أنها عبارة عن ثقافة ويجب أن تكون متجذرة في المجتمع، ليشير إلى إلى أن التجارب البسيطة تتحوّل في الأدب إلى تجارب كبيرة، أمّا حبه للكتابة فنما في أعماقه منذ صغره، حيث ترعرع الكاتب في وسط ثقافي يميز مدينة سكيكدة. وبدأ محمد في كتابة رسائل الغرام التي قال عنها بأنّها تفتح أفق المشاعر، لينطلق في كتابة القصة القصيرة بالمشاركة في المسابقات، ليتحصل على عدة جوائز من بينها الجائزة الأولى لمسابقة مؤسسة ”فنون وثقافة”، كما نشر في شبكات التواصل الاجتماعي، لتكون المرحلة الأخيرة نشر مجموعتين قصصيتين عن ”دار الأوطان” التي يديرها الشاعر الطاهر يحياوي. وأشار المتحدث إلى أنّ من يكتب من العدم سينتج العدم، وتناول في مجموعته الأولى ”احترق لأضيئ”، مواضيع مختلفة عن الحب والصداقة، الحقد، العشرية السوداء والوفاء، ووظّفها في عمله، مؤكّدا على ضرورة أن يعمل المثقف على تحقيق التضامن بين أطراف المجتمع. وقال طاهر أنّ الفكرة تتغير والمثقف الذي يتمسك بفكرة معينة مخطئ فعلا، لأنّه وضع نفسه في قالب ضيق لن يخرج منه إلاّ إذا واكب تغيّرات الأفكار بتغيرات المجتمع، ليضيف أنّ المجتمع في حدّ ذاته محتاج إلى أفكار جنونية. وعن مجموعته القصصية الأولى ”أحترق لأضيء” قال الكاتب بأن ّالعنوان يدلّ على الشمس التي تحترق لتضيء الكون، وتضمّ المجموعة عدّة قصص من بينها قصة” صديقي الوزير” التي كتب فيها عن صديق الأستاذ سليم الذي عيّن وزيرا للصحة فيحاول أن يتصل به هاتفيا، إلا أنه لم يتمكّن من ذلك، وبعد سنوات يشاهد في نشرة الأخبار الرئيسية أنّ صديقه سليم لم يعد وزيرا، وبعدها بهنيهات، يتّصل صديقه القديم به، فهل ستعود هذه الصداقة إلى أيامها السابقة؟ وهي التي انقطعت بعد تولي سليم منصب وزير الصحة. أما المجموعة الثانية فبعنوان ”نهاية ألف ليلة وليلة”، وضع الكاتب هذا العنوان رمزية للتغيرات التي مسّت كلّ شيء في المجتمع، خاصة في عهد التكنولوجيات، ولم يعد للإنسانية نفس المعنى، في المقابل تضمّ هذه المجموعة 33 قصة، من بينها مجموعة من القصص القصيرة جدا. وعن تجربة كتابة القصص القصيرة جدا، قال طاهر بأنها ليست سهلة، فليس من اليسير التعبير عن مسألة في أسطر قد لا تتجاوز الثلاثة، مضيفا أنّ الكاتب يجد راحة أكبر حينما يكتب رواية أو حتى قصة.