دخل الفيلم البحريني "أربع بنات" للمخرج حسين عباس الحلبي أوّل أمس المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة في يومها الثاني بالمهرجان الدولي للفيلم العربي الجارية فعالياته بالباهية وهران منذ نهاية الأسبوع الماضي. حاول فيلم حسين عباس الذي أفرزته ورشات عمل أنجزت تحت إشراف المخرج البحريني بسام الداودي الخوض في إشكالية المرأة العربية بشكل عام والبحرينية بشكل خاص ومعاناتها وسط مجتمع ذكوري لا يؤمن إلاّ بالرجل، وذلك عبر قصة أربع فتيات جمعت بينهن البطالة والحاجة الماسة للعمل والظروف الاجتماعية القاسية، فيتّحدن حول فكرة تبدو في البداية مستحيلة وهي إعادة فتح مغسلة السيارات التي ورثتها خالة إحداهن عن زوجها، ورغم رفض الأهل والتخوّف من ردّ فعل المجتمع تسعى الفتيات إلى السير قدما نحوى انجاز مشروعهن الذي سيضمن لهن الكرامة والحياة بعد أن حفت أقدامهن بحثا عن عمل . يقابل مشروع الفتيات باستحسان البعض خاصة الشباب الذين وقفوا طوابير أمام محل "الأربع بنات" لغسل سياراتهم ورؤية الفتيات اللواتي تجرّأن على القيام بهذا العمل، والرفض الشديد والمتطرّف من قبل البعض الآخر، هذا الاتّجاه يمثّله الشاب الذي يقدّم بهذا العمل أوّل فيلم طويل له بشخصية "مسعود" طليق إحدى الفتيات الذي يستعمل الدين كوسيلة لتحطيم مشروع البنات ولا يتردّد في وصفهن بالكافرات والفاسقات والفاجرات ويسعى لرفع عريضة للمسؤولين لغلق المغسلة وحشد الناس من أجل الوقوف ضدّهن، ضاربا عرض الحائط بكلّ نصائح إمام المدينة الذي نبّهه من أن الدين لم يحرّم عمل المرأة وأنه قبل تكفير الآخر ورشقه بالتهم لابد من التبيّن والإتيان بالدليل لينتهي به الأمر إلى الإقدام على حرق المغسلة. العمل سعى إلى إبراز اتجاهين متوازيين أوّلهما وضع المرأة ونظرة الاحتقار والهوان التي يرشقها بها المجتمع الذي يعتبرها مجرد أداة لإشباع الرغبات من جهة وتسامح الدين الإسلامي ونبذه للعنف والإرهاب، كما حاول العمل اللعب على وتر التصوير فاختار اللقطات المقربة لإعطاء الصورة عمقا وقوّة، كما اختار الحركة السريعة للكاميرا، ورغم ذلك لم يسلم المخرج الشاب من الكثير من المطبات بداية بفكرة العمل التي تقاطعت مع الكثير من الأعمال الأخرى دون أن تحمل شيئا جديدا. وضمّ العمل أيضا العديد من التناقضات جعلت العمل هشّ الطرح حيث سعى المخرج إلى إبراز الحياة القاسية والحاجة التي تعانيها الفتيات اللواتي كن مصدر رزق عائلتهن في حين نجدهن يسكن منازل فاخرة ويملكن سيارات جميلة. من جهة ثانية، حاول العمل على امتداد 105 دقائق أن يضع رأي المتطرفين في مواجهة رأي الدين ليتوه بين هذا وذاك من خلال شخصية السكير التي وضعت دون مبرّر في طرف المناصر للتسامح مما أعطى مبرّرا للجهة المتطرّفة كذلك تلك العلاقة بين بطلات الفيلم وعشاقهنّ من الشباب بما فيهم المطرب خالد فؤاد. يذكر أنّ اليوم الثاني من المنافسة شهد أيضا عرض الفيلم اللبناني "خلص" وكذا أربعة أفلام قصيرة في إطار المنافسة.