أوضحت الكاتبة جميلة ميهوبي أن مجموعتها القصصية الأخيرة «مروّج الأماني» كتبتها عن الشاب الجزائري المتخرج من الجامعة والطامح إلى تحقيق أحلامه - التي هي في الأصل حقوقه - إلا أنه يجد نفسه أمام عراقيل مثل الوساطة والتهميش، فيشعر بالأسى والضياع وربما أكثر من ذلك. قدمت الكاتبة جميلة ميهوبي مجموعتها القصصية «مروج الأماني»، نهاية الأسبوع الماضي بمكتبة «ديدوش مراد»، وتضمّ عشر قصص صدرت عن دار نشر «كازا» بدعم من وزارة الثقافة في إطار صندوقها الوطني لدعم وتطوير الآداب والفنون، وأوضحت الكاتبة أنّ الشاب الجزائري يعاني من مشاكل جمة لتحقيق أهدافه والمضي قدما إلى مستقبل زاهر، مشيرة إلى أنّ الغرب يجذب شبابنا ليس بتطوّره فحسب، بل حتى بحماية حقوق من يسكن أرضه، وهو ما لا نجده في بلدنا. وكشفت جميلة ل«المساء» عن فحوى قصصها العشر وهي؛ «الغريقة الناجية»، «أبواب الذكرى»، «سر النجاة»، «سر الشاطئ والبحر»، «احتراق الألوان»، «المدينة الهادئة»، «غروب الشمس»، «الأمنية»، «نعي غير مفاجئ» و«مروّج الأماني». وتحكي «الغريقة الناجية» قصة شابة تهوى التصوير وتعيش رفقة عائلتها بدبي، تلتقي بمهندس معماري عراقي لا يهتم بالفن، ولم تستطع الشابة تحقيق هدفها، فتصاب بنكسة نفسية، ليقرر والداها السفر إلى الجزائر حتى تتمكن من التقاط صور جميلة عن المناظر الخلابة التي يتمتع بها البلد، لكنهم يغرقون وتنجو الشابة فقط، حيث ينقذها شاب يتعلق بها، إلا أنها في الأخير تعود إلى حبيبها الأوّل. وتحكي القصة الثانية التي تحمل عنوان «أبواب الذكرى»، عن شاب كان يعيش رفقة أخيه ووالده في فرنسا، وفي يوم من الأيام يقرّر العودة إلى الجزائر، عكس أخيه الذي لم يشأ تغيير الأجواء، ويلتقي الشاب بشابة فيعرض عليها الزواج، لكنه يصطدم بشرط والديها في حصول ابنتهما على سكن، وحينما يتمكّن من تحقيق هذا الشرط تطير الفتاة من بين يديه وتتزوج برجل آخر، لكن القدر لم يشأ أن يبعد بين الشابين، فيلتقيان في الحرم المكي، حيث تصبح الفتاة مقعدة جراء تعاملها السيئ مع زوجها ويلتحمان مجددا. أمّا القصة الثالثة «سر النجاة»، فتحكي قصة شابة تعشق الأدب وتعتقد أنها بحاجة إلى شهادة جامعية كي تلج هذا العالم الجميل، إلا أن أستاذها الذي يصحح لها ما تكتب، يقنعها بأن نيل الشهادة لا يجب أن يكون شرطا في الكتابة، وتمر الأيام وتفشل الشابة في نيل شهادة الباكالوريا فتشعر بالأسى نتيجة ذلك، خاصة أن أفراد منطقتها يزوجون الفتاة في حالة رسوبها في الدراسة، لكن الحظ يبتسم لها حينما تتزوج بأستاذها. «سر الشاطئ والبحر» عنوان القصة الرابعة من هذه المجموعة، تحكي قصة زوجين عقيمين باءت كل محاولاتهما في إنجاب طفل بالفشل، بما فيها تجربة التلقيح الاصطناعي، ومرة، ساعد الرجل شخصا أعمى على قطع الطريق، فدعا له ولأولاده بالخير، فرد عليه الرجل بأنه عقيم وطرق جميع الأبواب من دون جدوى، فدله الرجل الأعمى على طرق باب الدعاء، وهو ما قام به الرجل رفقة زوجته، بالتالي أنجبا ماريا. قصة «احتراق الألوان» حقيقية عن وفاة عم الكاتبة، وهو في الحقيقة أخ والدها بالرضاعة، تصور كيف أن الألوان احترقت لتترك المجال للون الأسود، لون الحزن، أمّا في قصة «المدينة الهادئة» فاعتنت الكاتبة بمسألة أن يظهر الشخص ما لا يختزنه في قلبه، باعتبار المدينة في الأصل صاخبة وليست هادئة، وهي قصة شابين يهاجران سريا إلى إسبانيا ويوشكان على الغرق، إلا أن أحدهما ينقذ الآخر من الغرق أولا، ومن مخالب الأسبان ثانيا، بحكم إتقانه اللغة الإسبانية. في قصة «غروب الشمس» تتناول الكاتبة قصة بحار في العسكرية، منزو على نفسه، يلتقي في مرة من المرات بشابة قدمت مع أبيها من إسبانيا، حيث كانا يقطنان رفقة باقي أفراد العائلة، فيقترب منها ويطلبها للزواج، تقبل وتطلب من والدها وخطيبها السفر إلى إسبانيا، لكنها لا تعود، وفي هذا السياق أرادت الكاتبة أن تقول بأنّ الجزائري وإن حمل دما جزائريا، إلا أنه قد تستهويه الغربة فلا يرغب في السكن في البلد. أمّا قصة «الأمنية» فتروي قصة شاب عاش الأمرين في فترة العشرية السوداء وهو حفيد جد شهيد، حتى أخواله شهداء، لكن لم تستفد عائلاتهم من أية منحة، فيقرر الهجرة ويتحقق حلمه ويتمكن من بناء مستقبل له في بلاد الغربة، وحينما يعود إلى البلد لاصطحاب والدته يصطدم بوفاتها، قصة أخرى بعنوان «نعي غير مفاجئ»، وهي قصة حقيقة وقعت للكاتبة تحكي عن جار توفي من مرض السرطان، إلا أنه بفعل قوة شخصيته وحتى بنيته ومقاومته للمرض ورغبته في الحياة، فإن الجيران لم يصدقوا أمر مرضه إلى أن وافته المنية. أما القصة الأخيرة في المجموعة، فتحمل عنوان «مروّج الأماني» تحكي عن جمال، شاب شارك في مسابقة للانضمام إلى شركة فرنسية لها فرع في الجزائر، ينجح ويُرسل إلى فرنسا للاستفادة من تكوين قصير، وهناك يلتقي بالصدفة بألكس وأصبحا من خيرة الأصدقاء، في المقابل، كانت لجمال رغبة في إدخال شخص معينا إلى الإسلام، فقدم لألكس كتبا تتحدّث عن الإسلام باللغة الفرنسية. اعتنق ألكس الإسلام، والتقى بجمال في المطار ليصبح اسمه ياسر، ويحبذ العيش في الجزائر، لكن بسبب مرض والدته يزورها ويخبرها بإسلامه، إلا أن هذا الخبر يقع كالصاعقة عليها، رغم أنها كانت رفقة ابنها يبحثان عن الحقيقة كما كانا يشكان في مصداقية الدين المسيحي من خلال تعدد الإنجيل، وتموت الوالدة ويرفض الابن حضور جنازتها. في المقابل، قالت الكاتبة جميلة ميهوبي بأنها كتبت كثيرا للأطفال، فصدر لها العدد الأوّل من سلسلة «مغامرات نونو»، تحت عنوان «كيكي في قلب المغامرة»، في انتظار صدور خمسة أعداد أخرى، إضافة إلى مجموعة قصص «سامي ورامي»، ففي كل عدد مغامرة تعلم الطفل عن طريق عالم الخيال الممزوج بالقيم المحلية. كما كتبت جميلة ميهوبي الشعر عن العشرية السوداء بعنوان «شمس الوطن»، وقصيدة أخرى عن غزة، وهي الآن بصدد إصدار مجموعتين قصصيتين الأولى للصغار والثانية للكبار، تتناول فيهما الثورة الجزائرية من دون تحديد زمن معين.