شكلت الندوة التاريخية التي نظمت أول أمس بمقر مجلس الأمة فرصة للادلاء بشهادات حية من قبل بعض الذين قدموا تضحيات جسام من أجل استقلال الجزائر، حيث وجه هؤلاء دعوة للأجيال الصاعدة للحفاظ على المكاسب المحققة والقيام بثورة في العلم والمعرفة على غرار الثورة المسلحة التي هزمت جيشا قويا كالجيش الفرنسي. وقد لخص المجاهد ياسف سعدي تدخله بتوجيه تحية للشباب ودعوتهم الى الاجتهاد والعمل ومواصلة رسالة الثورة والشهداء الذين ضحوا من أجل الاستقلال. أما المجاهد عمار القبي فركز في تدخله على ربط الجيل الحالي بجيل الثورة الذي هزم عدوا قويا بإمكانيات قليلة »رغم ما لقيه من تعذيب وتنكيل، حيث كان ثلث سكان الجزائر في المحتشدات والمهجر«. وأعاب المتحدث على بعض الذين يعتقدون ان فرنسا كانت تريد إدماج الجزائريين واظهروا محبة لها و»يرغبون في الحصول على جنسية مزدوجة ويحيّون العلمين الجزائري والفرنسي«، وأكد في هذا الإطار ان الجنسية أسترجعت بالتضحية والكفاح الموحد، داعيا الشباب الى الالتزام والحفاظ على مبادئ الثورة التي قادها رموز وعظماء امثال عميروش، سي الحواس وبن بولعيد. من جهته أشار المجاهد فرحات الطيب الى الظروف التي أحاطت باستشهاد بن بولعيد الذي كان يتميز بالرزانة والهدوء والعمل الجاد والتنظيم المحكم، خاصة في منطقة الأوراس التي كانت قاطرة الثورة، ما جعل احد الجنرالات يتوعده بقوله »الاوراس مهد الثورة وستجعله قبرا لها«. أما المجاهد الطاهر زبيري فاستعرض الظروف التي عاشها المجاهدون في السجن وفرار بن بولعيد والروح الوطنية التي كانوا يتحلون بها رغم ان المحكمة العسكرية الفرنسية حكمت على 19 منهم بالإعدام ومارست ضدهم التعذيب في زنزانات تحت الأرض. واعتبر رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح الشهادات التي قدمت بحضور طلبة القسم النهائي تجربة حيّة لرجال صنعوا الحدث وأوضح ان كتابة التاريخ ليس بالأمر السهل لأنها تسجل من الحدث البسيط قبل أن يدوّنها المؤرخون.