تنطلق اليوم قمة الثماني الكبار في العالم بمدينة طوياكو اليابانية وسط اجراءات امنية مشددة ينتظر ان يتم خلالها مناقشة العديد من الملفات الساخنة في العالم وعلى رأسها ملفات الطاقة وتراجع قيمة الدولار وارتفاع أسعار المواد الغذائية بالاضافة الى الملف النووي الايراني والوضع في زيمبابوي وكوريا الشمالية. وبدأت مدينة طوياكو بجزيرة هوكايدو اليابانية في استقبال رؤوساء مجموعة الثماني الكبار وسط اجراءات امنية غير مسبوقة تحسبا لاية عملية تفجير أو تنامي مظاهرات المعادين للعولمة والرأسمالية. ونزل رؤساء الدول المشاركة في القمة في فنادق كبيرة في جزيرة معزولة في شمال مدنية طوياكو وسط اجراءات امنية لم يسبق أن عرفتها اليابان في مثل هذه المناسبات مما حال دون تمكن المناهضين للعولمة الوصول الى المكان الذي تحول إلى أشبه بموقع عسكري. وقال متتبعون لاجواء عقد هذه القمة أن السلطات الياباينة التي لم تضمن وقوع زلزال بمناسبة انعقاد هذه القمة ولاثوران البركان الذي اقيم عليه الفندق الذي خصص لاستقبال الرؤساء الا انها تمكنت في مقابل ذلك في ابقاء مئات المتظاهرين المعادين للعولمة من الوصول الى محيط الفندق وتعكير الاجواء على قادة الدول المشاركين. وتدفق مئات المتظاهرين من جميع بقاع العالم على اليابان تحسبا لانعقاد هذه القمة وبهدف اسماع صوتهم الرافض للعولمة والاقتصاد الليبرالي الذي همش ملايين البشر وجعلهم يعيشون في ظروف ماساوية في عدة مناطق من العالم. ولم تقتصر خطة السلطات اليابانية على ابعاد المتظاهرين فقط ولكنها شملت ايضا الصحافيين الذي قدموا هم كذلك من جميع الدول لتغطية هذا الحدث وتم تجميعهم في محطة للتزحلق على الثلج على بعد 50 كلم من مكان انعقاد اشغال القمة. ولاظهار صرامتها في التعامل مع المتظاهرين العالميين في اطار حركة مناهضة العولمة واثارها القت قوات الامن اليابانية القبض على اربعة من نشطاء هذه الحركة التي بدأت تأخذ ابعادا دولية وتجد مؤيدين لافكارها في جميع دول العالم سواء منها الغنية أو الفقيرة. وخصصت السلطات اليابانية 21 الف شرطي نشرتهم في جميع انحاء جزيرة هوكايدو لمنع وقوع أي طارئ وتفادي تكرار تجربة قمة مدينة هايلجندا الالمانية العام الماضي والتي شهدت لجوء المتظاهرين الى استعمال زجاجات الحارقة ضد عناصر الشرطة الالمانية. ومنعت السلطات اليابانية ايضا حركة تحليق الطيران على مساحة 46 كلم مربع في اجواء المدينة في نفس الوقت الذي وضعت فيه طائرات "اواكس" الامريكية لمراقبة كل عمليات تحليق مشبوهة لطائرات معادية. كما منعت السلطات اليابانية كل حركة سير بالسيارات في شوارع مدينة طوياكو بجزيرة، إلا امام سيارات الامن وتلك التي خصصت لنقل الصحافيين المكلفين بتغطية الحدث. ولم تقتصر الاجراءات الامنية اليابانية على جزيرة هوكايدو بل شملت ايضا العاصمة طوكيو بنشر 20 الف شرطي اضافي لمنع وقوع اية عملية تفجير كبيرة كما حدث خلال قمة مدينة غلين ايغل الاسكتلندية سنة 2005 بتفجير مترو أنفاق العاصمة لندن.