أكد وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، أن قمة منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبيك" بالرياض، كانت "ناجحة" موضحا بأن نجاحها يكمن أولا في اتفاق رؤساء الدول العضوة على الاجتماع وذلك بعد سبع سنوات من انعقاد القمة الأخيرة بالعاصمة الفنزويلية كاراكاس· وأشار خليل في تصريحات صحفية عقدها أدلى بها على هامش الندوة الرابعة للتكوين التي انعقدت أمس، بالجزائر أن القمة كان من المفترض أن تعقد سنة 2005 أي خمس سنوات بعد قمة كاراكاس لكنها أجلت· كما اعتبر تطرق الاجتماع لاستراتيجية المنظمة على المدى البعيد عاملا آخر من عوامل نجاح القمة التي ذكر انها ناقشت "اشكاليات مهمة بالنسبة للمنظمة والمستهلكين"، وهي استقرار السوق والعلاقة بين الطاقة والتنمية المستدامة وأهمية التطرق لمشاكل البلدان الفقيرة المستهلكة للطاقة إضافة إلى العلاقة بين الطاقة والبيئة· وبالنسبة لوزير الطاقة، فإن التخلي عن استخدام البترول حاليا غير ممكن على المستوى العالمي، حيث لا يمكن للطاقات البديلة المتجددة أن تحل محله في المدى القريب وهو ما يعني -كما أضاف- أن استهلاك البترول سيتواصل على المدى الطويل· وقال أن "الطاقات الأخرى لا يمكنها أخذ مكان الغاز والبترول، واذا تم ذلك فإن نسبة التعويض لن تتجاوزال 20 بالمائة" · وبخصوص مشكل البيئة، أشار إلى وجود مشاكل تتعلق بالانعكاسات السلبية لاستعمال الغاز والبترول من جهة وأخرى تتعلق بالضرائب الكبيرة التي تطبقها الدول المستهلكة على المنتجات البترولية والذي قال أنه "سيخلق لنا مشكل بالنسبة لعدم وضوح الطلب مستقبلا"، لذلك فإن قمة الرياض تطرقت إلى ضرورة التنسيق بين الطرفين "فالدول المتطورة لها التقنيات التي تسمح بالتقليل من آثار هذه الصناعة على البيئة فيما تضمن الدول المنتجة العرض لتلبية الطلب بهذه الدول" · وبخصوص المواضيع التي طرحتها كل من فنزويلا وإيران مثل استعمال المنظمة للدولار كمرجعية، وكيفيات زيادة المساعدات الموجهة للدول الفقيرة المستهلكة للنفط، أكد خليل أنه تم التوصل الى تأجيل اتخاذ قرارات حول هذا المواضيع التي تجب دراستها كما قال على مستوى وزراء البترول والمالية ثم الرؤساء بغية التوصل الى الآليات التي يمكن تطبيقها في المستقبل بهذا المجال· كما خرجت قمة أوبيك الثالثة من نوعها بقرار إنشاء صندوق لحماية البيئة ستصل المبالغ المخصصة له استنادا لتصريحات الوزير الى 750 مليون دولار لمعالجة مشكل البيئة من خلال التخفيف من انعكاسات استعمال الطاقة والغاز وكذا لتطوير طاقة بديلة متجددة· وأكد وزير الطاقة ل"المساء"، أن الجزائر لن تساهم في صندوق حماية البيئة ماليا والسبب يعود لكونها كانت سباقة لاتخاذ الاجراءات الحمائية منذ 20 سنة لاسيما من خلال شروعها في استخلاص ثاني اكسيد الكربون من الغاز· وقال خليل "لدينا مشاريع في هذا الاطار كلفتنا ملايير الدولارات·· وبرنامجنا عمره 20 سنة وقد تمكنا من القضاء نهائيا على ظاهرة حرق الغازات في الحقول الغازية والنفطية" · وكان خليل قد أشار في حوار أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية، أول أمس إلى أن الجزائر التي سترأس المنظمة ابتداء من جانفي القادم "اضطلعت بدور ايجابي في بلورة استراتيجية الأوبيك على المدى الطويل"، مؤكدا أن بيان الرياض كان ثمرة "حل توافقي أو إجماع" رغم أن النقاشات كانت متناقضة أحيانا· يذكر أن القمة المقبلة لأوبيك ستعقد في ليبيا سنة 2012 · *