لايزال مشكل وادي الحراش يفرض نفسه بقوة خاصة مع شدة الروائح المنبعثة منه خلال هذه الصائفة في الوقت الذي توقع فيه سكان المنطقة ان تخف أزمة وادي الحراش مع الحلول التقنية التي يبدو أنها لم تعط أية نتيجة مرت عدة سنوات عن بدء مشروع تنقية وادي الحراش الذي لم ير النور الى غاية اليوم رغم ملايير الدينارات التي صرفت ولا تزال والناس كلهم أمل أن يستيقظوا يوما ما على عودة النقاء والصفاء الى الوادي تماما كما كان سنوات الثلاثينيات حيث كان المعمر الفرنسي يصطاد الأسماك ويستمتع بقضاء سويعات من الراحة والاستجمام من مياهه العذبة . وذكر لنا بعض السكان أنهم يسمعون كل سنة وعود المسؤولين القائمين على مشروع تنقية وادي الحراش، لكن وبمجرد انقضاء الآجال حتى تزداد رائحة الوادي وتتعالى شكاوى السكان وتذمرهم خاصة في فصل الصيف حيث تصل درجات الحرارة الى أقصى مستوياتها لتتفاعل مع رائحة الوادي في خليط مقزز ومثير للاشمئزاز. وحسب مدير الري لولاية الجزائر فإن تقنية جديدة تم تطبيقها مؤخرا تتمثل في وضع بخاخات لصرف مادة غازية تساهم في التخفيف من رائحة الوادي، غير أن هذه التقنية المعتمدة بنجاح بالدول الأوروبية لم تصمد طويلا أمام قوة رائحة وادي الحراش خاصة مع بداية فصل الصيف حيث بدأ السكان يستشعرون عودة الرائحة وبقوة خلال هذه الأيام الحارة. الشركات الإيطالية المتخصصة هي كذلك كانت من ضمن المستثمرين في وادي الحراش على أمل أن تصل يوما الى تطهيره وتصفيته في أقرب الآجال غير أنها لم تفلحوا سوى في تهيئة الوادي، حيث وصلت الأشغال به نسبة متقدمة من الأنجازات وبفاتورة فاقت الستة ملايير دينار. وفي انتظار ان يستيقظ الحراشيون يوما على اجواء عادية وخرير مياه صافية لوادي الحراش لاتزال الآمال قائمة في حلول أكثر نجاعة وأقل تكلفة، لأن ما صرف على الوادي لم يسهم سوى في تعكيره اكثر فأكثر.