رغم الإصلاحات العديدة والتهيئة الشاملة التي حظي بها مؤخرا مكتب البريد، الكائن بقلب بلدية عين البنيان من قبل مصالح مديرية البريد وتكنولوجيات الاتصال لولاية الجزائر، إلا أن ذلك يبقى غير كاف إذا ما قورن بحجم النقائص المتواجدة به، والتي زادت من معاناة المواطنين، الذين لم يجدوا بدا غير اللجوء إليه كونه المرفق الوحيد الذي يقوم بتقديم هذه الخدمة الضرورية، وذلك على غرار المكتب البريدي الواقع بحي 500 مسكن المعروف ب "ليلو" والذي لا يلبي أدني الخدمات لزبائنه... وقد أشار قابض المكتب السيد عمر بولقرع، الى ورشة الاشغال التي شهدها هذا الأخير في غضون الأشهر القليلة الماضية، كونها عملت على ترميمه وإعادة تهيئته، وذلك عن طريق تغيير بلاط الأرضية، تجديد طلاء الاسقف والجدران، تنظيف ساحة المدخل، توسيع مساحة القاعات والاجنحة، تعميم شبكة الإنارة وتصليح المولدات الكهربائية، توفير هياكل ومعدات جديدة وتزويده بآلة التخليص الذكية.. وغيرها من التعديلات الرامية الى تحسين صورته الخارجية وترقية نوعية الخدمات المقدمة من خلاله.. ولكن جل هذه الإصلاحات - يقول محدثنا - تظل بحاجة ماسة الى خدمات إضافية، لاسيما إذا ما علمنا أن عدد المترددين على المكتب يتجاوز 5000 زبون يوميا، ولعل أهم النقائص التي يشكو منها، النقص الملحوظ في التجهيزات والمعدات، وذلك على المستويين المادي والبشري على حد سواء، بحيث يتطلب توفير عدد أكبر من الموظفين، وكذا تركيب اللافتات التي من شأنها توجيه الزبائن، فضلا عن ضرورة عصرنة الأجهزة واستحداثها، كونها تتعطل بين الحين والآخر أثناء تشبع الشبكات بسبب الحوالات المتراكمة، المؤدية بدورها الى اختلال نظام الاجهزة المنوطة بالسحب.. ناهيك عن العدد الضئيل للصناديق التي لا تلبي طلبات الزبائن. وتعد الطوابير اللامتناهية التي يعج بها هذا المرفق الخدماتي، وكذا الاكتظاظ الكبير الذي يشهده الجناح المخصص للسحب، من أهم العوامل التي زادت من تذمر المواطنين، حسب تصريحات بعض أبناء المنطقة الذين بلغ عددهم المائة ألف نسمة حسب آخر احصاء، وعليه، يناشد سكان بلدية عين البنيان من خلال منبر "المساء"، المصالح المعنية قصد تغطية النقائص المتواجدة على مستوى مكتب البريد، وكذا تعزيزه بالتكنولوجيات الحديثة كأجهزة الإعلام الآلي واليد العاملة المؤهلة، من أجل عصرنة هذا المرفق الحيوي.