ثلاثون سنة كاملة، تلك هي المدة الزمنية التي قضتها السيدة طلوس زكية وراء المنسج وأناملها الذهبية تحيك الخيوط المختلفة الألوان، ليخرج بعدها سحر الزربية الخنشلية المعروفة بجمالها وتناسق ألوانها، اليوم تحمل السيدة زكية على عاتقها أمانة توريث هذا الإرث الثقافي للأجيال. تدرس حاليا زكية النسيج التقليدي بمركز التكوين المهني ببار خنشلة، وحول تجربتها مع هذه المهنة تقول » لقد بدأت العمل على المنسج في سن مبكرة جدا، حيث تعلمت اصول هذه الحرفة من والدتي، خصوصا أن الزربية الخنشلية والحنبل، وكذا الوسادات، فخر المرأة الخنشلية، عملت لسنوات حيث حكت الكثير وعملت في اطار تكوين الشباب لمدة سنتين ثم وظفت بدائرة ببار، وانا حاليا مدرسة وقد وفقت والحمد لله في تخريج 4 دفعات بالتكوين المهني ودفعتين من مؤسسة إعادة التأهيل - ذكور - وقد وجدت لدى قابلية كبيرة لتعلم هذه الحرفة التي تقي من العوز والحاجة«. وتضيف محدثتنا قائلة »لقد تحصلت احدى تلميذاتي بمركز التكوين المهني، على الميدالية الذهبية في الاولمبياد الوطني للحرف بعنابة، وهذا امر افتخر به كثيرا«. وعن تقنيات تحضير الزربية تشير » في البداية يجب ان يكون المنسج قائم"مستدي"، أي به خيوط او ما يسمى ب"النبرة"، وفي السابق كانت السداية من الخشب والآن صارت من حديد، كما تشكل الصوف الطرف الاساسي في هذا العمل، حيث نقوم بتشكيل الخيوط المتقاطعة مع الحرص على تقديم صورة إبداعية، إلا أن هذه الاخيرة لا تأتي الا بالممارسة. والجدير بالذكر ان الزربية الخنشلية الاصيلة، أساسها لونان هما الابيض والاسود، إلا أن هناك من يفضل ألوانا اخرى شائعة الاستعمال وهي مستوحاة من الطبيعة«. وعن المشاكل التي تعترض هذه المهنة، قالت محدثتنا » نعرف هذه الأيام نقصا كبيرا في المادة الاولية أي الصوف، فقد أصبحنا نحضرها من تلمسان بعدما كانت موجودة بخنشلة، من جهة أخرى فإن تحضير زربية تقليدية يحتاج إلى ستة أشهر من الكد والجهد، في الوقت الذي لا يتعدى فيه سعر الزربية 30000 دج وهناك زربايت أخرى أقل«.