تعتبر العين من أكثر الأعضاء حساسية عند قدوم فصل الصيف، لأن أشعة الشمس تخترق العين مباشرة، وعلى الرغم من أنها تمتلك القدرة الطبيعية لحماية نفسها، إلا أن التعرض المفرظ لأشعة الشمس لاسيما في فصل الصيف، يجعلها غير قادرة على توفير الحماية اللازمة.. لهذه الأسباب يتم اللجوء إلى استعمال النظارات التي تساعد على التخفيف من حدة الضوء، ولكن السؤال الذي يطرح مرارا عند حلول كل صيف: ما هي معايير النظارات المناسبة والصحية التي لا تؤذي العين والنظر. حملنا هذا التساؤل وتوجهنا به إلى أحد محلات بيع النظارات الطبية، حيث وجدنا "نسيم" الذي رد علينا قائلا: »الزبون عندما يقصدنا نسأله ماذا يريد بالضبط، فإذا كان يبحث عن النظارات التي تقيه حرارة الشمس، نقدم له مجموعة من النصائح التي تبدأ باستخدام الجهاز الذي بواسطته نتوصل إلى معرفة إن كان الزجاج المستعمل في النظارة صحيا أم لا، حتى نؤكد للزبون ان ما نتعامل به صحي مائة بالمائة، ثم نشرح له كيفية تأثر العين بحرارة الشمس، لاسيما منها العيون ذات اللون الفاتح، والتي تكون لديها قابلية كبيرة لامتصاص اشعة الشمس«. ويعترف محدثنا ان اهم مرحلة هي المتعلقة باختيار النظارة، وفي هذا السياق يوضح » تنقسم النظارات الى قسمين، الهيكل والزجاج، فبالنسبة للهيكل نوضح للمقتني طبيعة المادة التي يصنع منها ونميز بينها من حيث الخفة والثقل وقابليتها لتحمل الصدمات، أما الزجاج وهو أهم جزء في النظارة، فيصنع من مادة UV 400)) التي تمنح للعين الحماية الجيدة من اشعة الشمس ومن مختف انواع الضوء الذي تستقبله، ناهيك عن ان هذا الزجاج طبي ومعالج وبالتالي من يلجأ إلى وقاية عينيه من شدة الحرارة يكون مطمئنا، فالزجاج ذو نوعية جيدة ويضمن له الحماية اللازمة«. لينتقل بعدها محدثنا إلى الحديث عما يثير القلق لدى الزبون فيقول » بعد أن أنتهى من تقديم النصائح أصل الى مربط الفرس وهو الثمن، فعند عرض الثمن على الزبون يتفاجأ ويعتبر ان المبلغ مبالغ فيه، دون ان يبالي بالفائدة التي تعود عليه والمتمثلة في حماية عينيه«. فعادة - يضيف نسيم - يرد علينا الزبون معلقا » بأن مثل هذه النظارات تباع على الارصفة وبأثمان جد معقولة وتؤمن لي نفس الحماية«.. وهو المفهوم الخاطئ الذي يحمله أغلب الجزائريين، كما يؤكد محدثنا الذي اثار ظاهرة استفحلت في السنوات الاخيرة، وهي شراء النظارات من الارصفة ثم تغيير زجاجها لدى المختصين.. ولكن ما يغيب عن أذهان هؤلاء كما يشير إليه » أنه عندما نغير الزجاج في بعض الاحيان لا يتوافق هذا الاخير مع الهيكل، فنجد صعوبة في اعادة تركيبه لأن هذه النظارات التي نبيعها لا نصنعها في الجزائر بل نستوردها من فرنسا وإيطاليا... وهناك نظارات اخرى وبمجرد الانتهاء من تركيب الزجاج بها يتشقق الهيكل عند استعمال النظارة لمرة او مرتين، وذلك لأن الهيكل عادة يكون مصنوعا من مادة هشة (فضلات) أو مخلفات الميتال والبلاستيك غير المعالج وغير الصحي، وقد يصاب مستعملوها بحساسية تظهر على جانبي العينين وخلف الاذن، خاصة لذوي البشرة الحساسة«. أما عن الامراض الناتجة عن استعمال هذه النظارات غير المعالجة، فيمكن ذكر مرض الحول الذي يصيب العين جراء استعمال النظارات غير الطبية، والتي يغفل عنها أغلب المقتنين لهذا النوع من المنتوج.. ويشرح محدثنا الامر تقنيا فيقول » النظارات التي تباع على الارصفة في العادة مضرة 100، فبمجرد أن نضع زجاج النظارة على الجهاز الكاشف يظهر لنا ان النقطة المركزية في الزجاج لا تتواجد بالوسط، والمفترض أن كل زجاج يحمل نقطة تتمركز في الوسط وعدم وجودها الذي عادة ما يظهر على كل النظارات غير المعالجة، يعني وجود خلل في الزجاج، هذا الأخير ينتقل الى العين جراء الاستعمال المتكرر للنظارة، وبالتالي يؤدي إلى الإصابة بالحول.. ويتذكر محدثنا نقطة مهمة، وهي » ان من يرغب حقا في حماية عينيه من الأضرار التي تنجم عن التعرض لحرارة الشمس لا سيما في فصل الصيف، ما عليه إلا اقتناء النظارات التي تباع عند المختصين«. ومن جهتها تقول إيمان مختصة في بيع النظارات الطبية » أن أغلب المستخدمين للنظارات غير المعالجة يجهلون مدى خطورتها على العين، إذ نجدهم يرغبون في حماية العين من اشعة الشمس، ولكن تركيزهم عند الشراء يتجه نحو الجانب الجمالي، لذا يقصدون الباعة على الارصفة الذين يعرضون نظارات بأثمان جد منخفضة«. وفي ذات السياق، أشارت إلى وجود عدة امراض تنتج عن هذه النظارات غير المعالجة، كآلام الرأس وإضعاف البصر والحساسية حول جفون العينين، ناهيك عن اختلالات تصيب القرنية، وقد يصل الامر الى حد الإصابة بسرطان العين نتيجة الاستعمال المتكرر لهذه النظارات المصنوعة من بقايا "الميتال"«.. في حين ان النظارات التي نبيعها -تستطرد محدثتنا - تراعي الجانب الجمالي والصحي، ويكون دورنا توجيه النصيحة إى الزبون، لاسيما حول اللون الذي يؤمن الحماية المثالية للعين، ويتعلق الأمر خاصة باللون الرمادي والاسود والاخضر، اما اللونين الاخضر والازرق فعلى الرغم من انهما يؤمنان الحماية للعين، إلا أننا لا ننصح باختيارهما، خاصة في الصيف، كونهما لا يحدان على من قوة الضوء«. وعلى العموم، تؤكد إيمان أن النظارات الطبية تتمتع بالعديد من الامتيازات التي تحفز الواحد منا على اقتنائها على الرغم من غلائها، ولكن بالنظر لما تؤمنه من حماية تجعل هذا الثمن يبدو لا شيء أمام قيمة العين.