أشار وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة إلى أن للقنوات الإذاعية دورا كبيرا في إيصال المعلومة إلى المتلقين باستخدام أهم وسيلة للتواصل والمتمثلة في اللغة التي يرى أنه من الممكن الاهتمام بها من خلال مثل هذه الملتقيات والأيام الدراسية للعمل على توسيع استعمالها وترقيتها لتتجاوب مع متطلبات العصر خاصة في ظل الإفرازات الجديدة التي تعرفها الجزائر، وذلك تبعا لما يعرفه العالم ككل من تغييرات في كل المجالات ومن بينها مجال الاتصال، إضافة إلى التطور الذي تعرفه وسائل الإعلام. كما تحدث الوزير عن ضرورة حرص المؤسسة الإعلامية في الجزائر على أداء الدور المنوط بها في دفتر الشروط، والتي تمس مختلف المجالات المتعلقة بالميدان الإعلامي في الإنتاج والإعداد، مركزا في ذلك على دور الصحافيين الإذاعيين في قدرتهم على جذب المستمعين باستخدام لغة عربية راقية. أما رئيس المجلس الأعلى للغة العربية العربي ولد خليفة فقد تطرق في مداخلته إلى دور الخطاب الإعلامي في ترقية اللغة العربية من خلال إثراء الرصيد اللغوي للمتلقين، كما ذكر بالمرجعية الثابتة للمجلس الذي يرأسه في الحرص على ترقية اللغة العربية التي تعتبر من الثوابت الوطنية، ليتطرق بعدها إلى الانتشار الذي تعرفه فروع الإذاعة الوطنية في محاولة لتغطية كل الولايات وتعميم توصيل الخطاب الإعلامي بكل اللغات ومن بينها اللغة العربية، معتبرا في السياق نفسه أن الإذاعة والتلفزيون الجزائري أكثر وسائل الإعلام التزاما في استخدام اللغة العربية مقارنة بوسائل الإعلام في البلدان العربية. أما مدير الإذاعة الوطنية عز الدين ميهوبي فقد تعرض في مداخلته إلى النقائص التي يعرفها العمل الإذاعي، وهو ما يستوجب - حسبه -المتابعة اليومية لأداء الصحافيين للحد من الأخطاء الشائعة في استخدام اللغة العربية، كما أكد على ضرورة ترقية الخطاب الإعلامي من أجل الوصول إلى لغة عربية سليمة وراقية وهذا لما للإذاعة من تأثير في توجيه المتلقين نظرا للانتشار الواسع الذي تعرفه بمختلف فروعها. ومع بداية مداخلات الباحثين والإعلاميين حول موضوع اليومين الدراسيين "دور القنوات الإذاعية في ترقية استعمال اللغة العربية وتهذيب أساليبها"، كانت أول محاضرة للأستاذ خليفة بن قارة بعنوان "تطور لغة الإعلام المسموع" والتي تعرض من خلالها لأهمية وسائل الإعلام المختلفة في تحريك المجتمع على اعتبار أن الكلمة المسموعة أكثر تأثيرا وأسرع وصولا للمتلقين، كما أضاف أن الإذاعة الناجحة تتحدد بمدى استخدام اللغة بشكل سليم والابتعاد عن الإسفاف والخلط بين العامية والفصحى وهو ما يؤدي - حسبه - إلى تدهور الذوق العام، لذا فهو يدعو إلى ضرورة عقلنه وسائل الإعلام وإعادة التعامل مع اللغة العربية في البرامج الحوارية خاصة، إضافة إلى تأهيل العاملين في المجال الإعلامي. في المحاضرة الثانية للإعلامية شميشة الطويل بعنوان "لغة الخطاب المسموع وتأثيراته المتعددة" تطرقت من خلالها إلى مراحل تطور الاتصال وانتشاره بداية بظهور الإذاعة التي كانت لها قدرة كبيرة في توجيه أراء الناس عن طريق الاستخدام الفعال للكلمة المسموعة، وهو ما يظهر، حسبها، في استخدامها في الثورة الجزائرية من خلال مختلف القنوات الإذاعية التي كانت تبث من عدة دول عربية ساهمت بشكل فعال في التعريف بالقضية الجزائرية.