شارك الشاعر الجزائري بوزيد حرز الله، أخيرا، بقراءة شعرية إلى جانب الزجال المغربي أحمد لمسيح في حفل افتتاح فعاليات الدورة السادسة من مهرجان «تموايت» (الموال) بورزازات الذي تنظمه «جمعية أنفاس ورزازات للبحث الفني والثقافي». الشاعر الجزائري المعروف بقصائده الشهيرة التي تتغنى بالأخوة المغربية الجزائرية وتدعو صراحة إلى فتح الحدود بين البلدين الشقيقين، كان مدعوا أيضا إلى شفشاون ليشارك في الأمسية الافتتاحية للدورة السابعة والعشرين للمهرجان الوطني للشعرالمغربي الحديث. ورغم أن هذا المهرجان العريق يبقى مهرجانا وطنيا بالأساس تقتصر المشاركة فيه على الشعراء المغاربة، فإن حضور بوزيد حرز الله في أمسية الافتتاح إلى جانب أسماء مغربية كبيرة من حجم عبد الكريم الطبال ومحمد الميموني والمهدي أخريف ووفاء العمراني، يعتبر تأكيدا آخر على عدم اعتراف شعراء البلدين الشقيقين بالحدود الوهمية التي تحاول أن تفصل بين أبناء الأرومة المغاربية. كما أن للشاعر بوزيد حرز الله العديد من الدواوين الشعرية المنشورة داخل الجزائر وخارجها نذكر من بينها: «مواويل للعشق والأحزان»، «حديث الفصول»، «الإغارة» و»بسرعة أكثر من الموت». ويصف الشاعر المغربي طه عدنان في كلمة له على غلاف ديوان «بسرعة أكثر من الموت» الشاعر الجزائري بوزيد حرز الله بأنه : «سليلُ مفدي زكريا، ووارثُ سرّه. ابن المغرب الكبير. لا يدع فرصةً تمرّ دون أن يعرب عن ضيقه من الحدود التي تفرضها السياسة بين الأوطان المغاربية، خصوصاً بين الجارين الشقيقين المغرب والجزائر»، قبل أن يورد بيتيه الشعريين الشهيرين: «لنا وَطَنان/ كمْ بَعُدَا بِقُرْبٍ؟/ وكَمْ قَرُبَا بِحُبٍّ يحتوينا/ فإنْ رسموا لنا قَهْراً حُدوداً/ فَلَنْ يَئدُوا/ بِخَاِفقِنَا الحنينا». وسبق للشاعر الجزائري بوزيد حرز الله أن حل ضيفا على البرنامج التلفزيوني «مشارف» الذي يعده ويقدمه الشاعر والإعلامي ياسين عدنان، في حلقة بثت على القناة الأولى ناقش فيها الشاعر الجزائري موضوع «شعر الإخوانيات» كما تحدث في «مشارف» عن دواوينه الافتراضية التي قال إنها لا تحتاج إلى ورق ولا أغلفة، كما اختار أن يتركها حرة تسعى بين صفحات الفايسبوك وعلى جدران الأصدقاء. كما تتميز قصائد الإخوانيات التي يكتبها بوزيد على الفايسبوك بروح متحررة وأسلوب رشيق ويفتحها أمام الأصدقاء في ورشات للكتابة الشعرية الجماعية، حيث يلتقي شعراء أشقاء من المغرب والجزائر وفلسطين والشام والخليج ومختلف أنحاء الجغرافيا الشعرية العربية يسبحون في النسق الشعري نفسه ويكتبون القصيدة نفسها بكل ما يملكون من انفعالات وطموحات.