بعد انقضاء العطلة الصيفية التي دامت 3 أشهر وموسم رمضان والعيد يتأهب التلاميذ الصغار ويتوقون شوقا للعودة الى مقاعدهم الدراسية من أجل بدأ موسم دراسي جديد بملابس جديدة وأدوات جديدة، موسم جديد بالنسبة للتلاميذ الصغار على وجه الخصوص، الذين سيلتحقون للمرة الأولى بمقاعد الدراسة يعدون الوقت من أجل بدأ مشوار دراسي جديد وخوض تجربة للمرة الأولى. وبهذه المناسبة قامت " المسار العربي" بجولة استطلاعية بمدرستي عائشة العمارية وأحمد أمين ببلدية محمد بلوزداد لأخذ انطباعات التلاميذ والأولياء والمدرسين حول ما يتوقعونه في هذا الموسم الدراسي الحافل. تأهب التلاميذ للعودة الى أقسامهم الدراسية وتهيئتهم نفسيا من قبل الأولياء توجهنا الى ابتدائيتي عائشة العمارية وأحمد أمين ببلدية بلوزداد لأخذ انطباعات التلاميذ حول استعدادهم لموسم دراسي جديد، وفي طريقنا التقينا السيدة "مريم" التي اصطحبت ابنتها الصغيرة للمدرسة والتي التحقت بها للمرة الأولى. حيث صرحت لنا الأم بأنها قامت بتهيئة ابنتها الصغيرة نفسيا للحاق بالمدرسة الابتدائية، كما قدمت لها بعض النصائح بخصوص الدراسة والانتقال من مرحلة الى مرحلة جديدة، هذا وأضافت لنا الأم بأنها قامت بتحفيز ابنتها نفسيا بشراء ملابس جديدة للعيد، كما أشركتها في عملية اقتناء الأدوات المدرسية حتى تحبب لها الدراسة أكثر، تاركة لها حرية اختيار الألوان والأشكال التي تريدها من الأدوات المدرسية التي تناسب سنها ومرحلتها الدراسية. من جهتها قالت الطفلة "سارة" بأنها سعيدة للحاقها بأقرانها من بنات الحي اللاتي يدرسن معها في مدرسة واحدة، متباهية بمئزرها الجديد مؤكدة على أنها ستعمل بجد لتحقيق نتائج طيبة. هذا والتقينا ب" إيمان" تلميذة في المرحلة الرابعة ابتدائي عبرت لنا هي الأخرى عن سعادتها الكبيرة لانطلاق الموسم الدراسي بعد فترة طويلة من اللعب و اللهو وأخذ قسط من الراحة. مؤكدة سعادتها برؤية صديقاتها وأستاذتها مرة جديدة لبدأ فصل دراسي جديد ، كما أضافت بأنها استغلت عطلتها الصيفية في اللعب واللهو وهي الآن مستعدة للجد والاجتهاد من أجل تحصيل أفضل النتائج. أما "سيرين" فتأكد هي الأخرى مبتسمة بأنها تعودت على برنامج محدد في فصل الصيف، خاصة فيما يتعلق بوقت الاستيقاظ، قائلة بأنها ستجد صعوبة كبيرة في النهوض باكرا في الأسبوع الأول. وفي طريقنا الى ابتدائية أحمد أمين التقينا بالسيد محمد رفقة ولده الذي أكد لنا بأنه حريص تمام الحرص على تقديم النصائح دوما لأبنائه، فضلا عن دعمه لهم ووقوفه الى جانبهم ومراقبتهم باعتباره أستاذ ووالدا لهم في نفس الوقت. حيث أكد لنا بأنه دأب في الفترة الأخيرة من الصيف على استرجاع أطفاله لريتم ونمط الدراسة والمطالعة، معقبا بقوله أنه حرص في الفترة الأخيرة على اقتناء كتيبات علمية وترفيهية لأطفاله حتى يتأهبوا للدراسة، كما يقوم بدوره باستجوابهم في نهاية اليوم في جو من المرح والفكاهة من دون أية ضغوطات وبعيدا عن أسلوب الفروض والامتحانات الرسمية التي عادة ما يخاف منها التلاميذ على حد قوله، سعيا منه بهذه الطريقة على إحياء فكرة الثقافة والاطلاع لدى أطفاله الصغار.
الأولياء بين المطرقة والسندان... رمضان فالعيد ثم الدخول المدرسي كما التقينا في حدود منتصف النهار والذي يترافق وموعد عودة التلاميذ من المدرسة مع التلميذة وفاء التي كانت برفقة أمها تحمل في يدها جدول التوقيت الزمني و ورقة المستلزمات الدراسية التي كانت بصدد الذهاب لاقتنائها رفقة والدتها. هذا وأكدت لنا الأم بأن الدخول المدرسي الذي أعقبه العيد وموسم رمضان قد أحدث طوارئ بالبيت، حيث أن الأولياء مضطرون الى تلبية كافة المصاريف التي أتت تباعا على حد قول الأم. وهذا وتضيف المتحدثة بأن الدخول المدرسي بالنسبة للأطفال مناسبة مفرحة كونهم سيرون بعضهم البعض ويبدءون موسما دراسيا أكثر حماسة و تنافسا من أجل تحصيل أحسن النتائج، فان شعور ونظرة الأولياء للموضوع مختلفة تماما في مثل هذا الموعد في كل سنة، كونهم مضطرين الى تأمين كافة المصاريف لأبنائهم التي لا تكفي لشراء اللوازم الدراسية حتى لطفلين من العائلة الواحدة. هذا و تضيف المتحدثة بأنه في كل فترة نلجأ الى الاستدانة واستلاف بعض من المال من أجل تلبية مختلف هاته الضروريات التي قد يتمكن بعض الأولياء من تأمينها، فيما لا يستطيع البعض تأمينها مفضلين الاحتفاظ بمئزر ومحافظ الموسم السابق إن كانت جديدة، و مكتفين بذلك بشراء اللوازم الدراسية فقط. ومن جهة أخرى طرحت إحدى الأمهات مشكلة أخرى وهي كيفية إيصال أبنائهم الى المدرسة ، خاصة بالنسبة لمن التحقوا بها لتوهم، فان الأولياء مضطرون في كل مرة الى مرافقة أبنائهم، خاصة أمام خوفهم من الطريق العام، وبذلك فإنهم سيعيشون ويشاركون أبنائهم الصغار كل يومياتهم في رحلة الذهاب والإياب من والى المدرسة.
الأساتذة في حالة ترقب من مفاجآت الموسم الجديد فعلى غرار التلاميذ والأولياء فللأساتذة أيضا نصيبهم من التحضيرات النفسية، إذ يتأهبون هم أيضا لاستيعاب أعداد من التلاميذ وبدأ مشوار دراسي معهم بكل متاعبه ومتضمناته وفقا لما أكدته لنا إحدى المدرسات ، وبصورة خاصة بالنسبة لأقسام التحضيري والابتدائي. ومن جهة أخرى قالت لنا فريدة وهي مدرسة رياضيات في الطور الاكمالى بأنها متأهبة لبدأ مشوار دراسي صعب، خاصة وأنها تدرس فئة حساسة من التلاميذ، فضلا عن أنهم في مرحلة المراهقة، مضيفة بأنها مضطرة الى التعامل معهم بكل حكمة من أجل السيطرة على الوضع داخل القسم. مضيفة بأن هاته الفئة من الطلبة معروفة بالمشاغبة في معظم الأحيان. من جهته أكد لنا أحد أساتذة اللغة العربية باكمالية العربي التبسي ببلوزداد بأن الأساتذة مضطرين لتحمل كافة الضغوطات المترتبة عن موسم دراسي طويل وحافل بالمفاجآت، خاصة أمام ما عرفه قطاع التربية والتعليم في المواسم الدراسية السابقة.
...طاولات بين المستلزمات المدرسية تملأ الشوارع وفي جولتنا الى شوارع بلدية محمد بلوزداد لاحظنا بأن طاولات بيع المستلزمات الدراسية قد ملأت المكان بمختلف الأشكال والألوان والأحجام، كما التقينا بعض التلاميذ الذين شرعوا في اقتناء لوازمهم الدراسية ومنهم التلميذة " رؤى" التي جاءت برفقة والدتها لشراء بعض المستلزمات الدراسية. وما لفت انتباهنا بصفة خاصة هو إقبال التلاميذ على بعض الأدوات المدرسية التي تتناسب وما يحبونه من البرامج الكرتونية المفضلة كبعض الكراسات التي تحمل صورة الرسوم المتحركة المعروفة لدى فئة الصغار باسم "دوغة" و"فله " وغيرها من الرسوم المفضلة لديهم. وبهذا الخصوص اشتكت لنا الأم من نوعية الأدوات التي تباع للأطفال والتي اعتبرتها مصدر الهاء وتسلية للأطفال في فترة الدراسة كالمبراة مثلا التي تتمثل في شكل باربي صغيرة وغيرها من الأشياء الأخرى التي تفضل الفتيات اقتنائها من مستلزمات دراسية تميزت بإصدارها أصواتا موسيقية. ولهذا حرصت والدة رؤى على اقتناء مستلزمات لا تشتت تفكير التلاميذ في فترة الدراسة، والتي تحاول كغيرها من الأولياء أن تكون في غاية البساطة، حتى يتمكن أبنائهم من الانتباء والإنصات لمعلمتهم في فترة الحصة الدراسية. وفي كل مرة فان الدخول المدرسي له طعم خاص بالنسبة للتلاميذ، وكذا الأساتذة والأولياء الذين يضطرون الى مشاركة أبنائهم الصغار متاعب العام الدراسي بحلوه ومره ، والأمر نفسه بالنسبة للأساتذة الذين يتقاسمون يومياتهم مع هؤلاء الأطفال الصغار.