أعلن الجيش الروسي سيطرته على مدينة خيرسون في جنوبأوكرانيا وإنزال قوات روسية في خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا في اليوم السابع من غزو أوكرانيا فيما هاجم جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين قائلا إنه "ديكتاتور" استخف برد الفعل الغربي. وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في تصريحات تلفزيونية أن "الوحدات الروسية في القوات المسلحة سيطرت بشكل تام على خيرسون". وكان الجيش الأوكراني أعلن في بيان على تلغرام ليل الثلاثاء الأربعاء أن "قوات روسية محمولة جوا أنزلت في خاركيف (...) وهاجمت مستشفى محليا". وتم الإبلاغ عن معارك في هذه المدينة التي يسكنها 1,4 مليون نسمة والواقعة قرب الحدود مع روسيا والتي استهدفت الثلاثاء بضربات عدة خلفت ما لا يقل عن عشرة قتلى وأكثر من 20 جريحا، بحسب السلطات المحلية. وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون غيراشتشنكو "عمليا، لم تعد هناك منطقة في خاركيف لم تسقط فيها قذيفة مدفعية بعد". في المقابل، ذكر مجلس مدينة ماريوبول الأوكرانية اليوم الأربعاء أن المدينة الواقعة في جنوب البلاد لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية لكنها تخوض معارك مع القوات الروسية. وقال المجلس على مواقع التواصل الاجتماعي إن المهاجمين الروس يقصفون مواقع مدنية بما في ذلك مجمعات سكنية ومستشفيات ومهاجع للنازحين بسبب القتال. وأتى ذلك في اليوم السابع الهجوم الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/ فبراير واشتدّت حدّته الثلاثاء ويثير رفضا دوليا. وفي السياق، دعيت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى التصويت الأربعاء على مشروع قرار يهدف إلى إدانة روسيا والمطالبة بسحب "فوري" لقواتها.
"مشكلات لوجستية" ويثير الهجوم المتوقع على كييف مخاوف من وقوع عدد كبير من الضحايا في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة وتتمتع بتراث تاريخي ثري. وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية الثلاثاء رتلا عسكريا روسيا يمتد على عشرات الكيلومترات يتقدم ببطء باتجاه كييف. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "لدينا شعور عام بأن تحرك الجيش الروسي (...) نحو كييف توقف في هذه المرحلة". وأوضح "نعتقد أن ذلك مرتبط جزئيا بإمداداته وبمخاوف لوجستية" وأنه "بصورة أشمل، يقوم الروس حاليا بإعادة تقييم" استراتيجيتهم. وفي المقابل، يبدو أن القوات الروسية أحرزت تقدما في جنوبأوكرانيا المطل على بحر أزوف.
وفي ميناء ماريوبول، أصيب أكثر من مئة شخص بجروح الثلاثاء بنيران روسية، وفقا لرئيس البلدية فاديم بويتشينكو. وخلال الليل أعربت وزارة الدفاع الأوكرانية عن خشيتها من هجوم من بيلاروس. وقالت الوزارة في بيان على فيسبوك "وضعت القوات البيلاروسية في حالة تأهّب قصوى وهي في مناطق التركيز الأقرب من الحدود مع أوكرانيا". وأضافت أنّ الاستخبارات الأوكرانية رصدت الثلاثاء "نشاطا كبيرا" للطائرات في المنطقة الحدودية كما شوهدت ارتال مركبات وهي تنقل مواد غذائية وذخيرة إلى هذه المنطقة.
انسحاب مصرف سبيربنك من أوروبا من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها التي تقدمت عبر الساحل من شبه جزيرة القرم انضمت إلى القوات الموجودة في منطقة دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا، ما يوفر رابطا استراتيجيا للقوات الروسية. ولم يتسنّ التحقق من المعلومات على الفور. وفي وقت سابق، أكد الجيش الأوكراني أنه أحبط هذه المحاولة. ويبدو أن فلاديمير بوتين مصمم على مواصلة هجومه، رغم الضغط الدولي المتزايد. والثلاثاء، أعلنت محكمة العدل الدولية التي قدمت أمامها أوكرانيا شكوى ضد روسيا لدفعها إلى وقف الهجوم، أنها ستعقد في السابع من آذار/ مارس والثامن منه جلسات حول الحرب في أوكرانيا حيث تشتد المعارك. ويضاف ذلك إلى العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي بدأ تأثيرها يظهر في روسيا. وقبل أيام، استبعدت "بعض المصارف الروسية" من نظام "سويفت" للتحويلات المالية الدولية. ونتيجة لذلك، أعلن مصرف سبيربنك الروسي الرئيسي الأربعاء انسحابه من الأسواق الأوروبية بعدما طالته عقوبات مالية واسعة ردا على غزو موسكولأوكرانيا. وقال المصرف في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية "في ظل الوضع الراهن، قرر سبيربنك الانسحاب من السوق الأوروبية. تواجه مصارف المجموعة سحوبات غير طبيعية وتهديدات بشأن سلامة موظفيها ومكاتبها". وفي السياق نفسه، أعلنت المجموعات الأمريكية لإصدار بطاقات الدفع فيزا وماستركارد وأميريكن إكسبرس الثلاثاء أنها اتخذت إجراءات لمنع المصارف الروسية من استخدام شبكاتها. كذلك، أعلنت الكثير من المجموعات الأمريكية العملاقة من إكسون موبيل وآبل مرورا ببوينغ وفورد الثلاثاء، أنها ستبقى على مسافة مع روسيا.
إغلاق المجال الجوي الأمريكي وأعلن جو بايدن إغلاق المجال الجوي للولايات المتحدة أمام الطائرات الروسية، حاذيا حذو الاتحاد الأوروبي وكندا. ونتيجة هذه الضغوط، أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية ووول ستريت على انخفاض حاد وفتحت البورصات الصينية على تراجع. كذلك، واصلت أسعار النفط الارتفاع الأربعاء مع تجاوز سعر برميل خام برنت 110 دولارات للمرة الأولى منذ العام 2014، قبل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها المقرر الأربعاء. والأمر مماثل بالنسبة إلى أسعار القمح والذرة التي وصلت إلى مستويات قياسية في أوروبا. وإضافة إلى العقوبات الاقتصادية، تستثنى روسيا من الكثير من الأحداث الثقافية والرياضية بما فيها كأس العالم لكرة القدم 2022 المنظمة في قطر ومنافسات كأسي ديفيس وبيلي جين كينغ لكرة المضرب ومهرجان كان السينمائي. ومنذ بداية الهجوم الروسي في 24 شباط/ فبراير، نزح مليون شخص في أوكرانيا داخليا، وفرّ أكثر من 677 ألف أوكراني إلى البلدان المجاورة، وفق مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وأعلن البنك الدولي تخصيص ثلاثة مليارات دولار كمساعدات طارئة لأوكرانيا، مع إمكان الإفراج عن 350 مليون منها على الأقل هذا الأسبوع. واستمرت طوابير طويلة من السيارات في التوجه نحو الحدود البولندية من مدينة لفيف في غرب أوكرانيا والتي أصبحت بوابة خروج ومركزا للإجلاء.