يبدو وقف اطلاق النار صامدا في شرق اوكرانيا الموالي لروسيا بعد زيادة الضغوط الغربية على روسيا التي تتهمها واشنطن ب"الكذب" حول دورها في النزاع الذي اوقع 5800 قتيل خلال 10 اشهر. ميدانيا، اشار الجيش الاوكراني الى "تراجع كبير" لنيران المتمردين مؤكدا في الوقت نفسه انه لا يمكن الحديث بعد عن "هدنة حقيقية" مثل تلك التي نصت عليها اتفاقات مينسك-2 الموقعة في 12 شباط/فبراير. وقال المتحدث العسكري الاوكراني اندريه ليسينكو الاربعاء انه لم يسقط اي جندي اوكراني خلال الساعات ال24 الماضية للمرة الاولى منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في 15 شباط/فبراير في شرق اوكرانيا. واضاف "في الساعات ال24 الماضية، لم يسقط قتلى لكن اصيب جندي بجروح". وتابع ان الهدنة لم تحترم كليا منددا بعبور "عدد كبير من الدبابات وقاذفات صواريخ غراد ومعدات عسكرية اخرى" الى مدينة نوفازوفسك التي يسيطر عليها المتمردون وتقع على بعد 30 كلم من ميناء ماريوبول الاستراتيجي. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه "حتى هذا اليوم لم تحترم روسيا ولا القوات التي تدعمها تعهداتها" المنصوص عليها في اتفاقات مينسك في 12 شباط/فبراير. ويخشى كثيرون في اوكرانيا من ان تصبح مدينة ماريوبول الهدف المقبل للانفصاليين الموالين لروسيا الذين استولوا قبل اسبوع على مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية رغم وقف اطلاق النار. وقال اناتولي المتقاعد البالغ ال59 من العمر من سكان ماريوبول لوكالة فرانس "بالتاكيد اي هجوم ممكن. السكان يشعرون بالخوف". وكان قصف على احد احياء المدينة اوقع اكثر من ثلاثين قتيلا في 24 كانون الثاني/يناير. ورافق المتمردون مجموعة من الصحافيين الى اوبيلن على بعد 20 كلم جنوب دونيتسك لكي يثبتوا ما قالوا انه "عملية سحب اسلحة ثقيلة". وشاهد صحافيون من وكالة فرانس برس رتلا من 14 مدفعا نقالا من عيار 122 ملم وعدة شاحنات تنتقل على الطريق قادمة من الغرب حيث يقع خط الجبهة، في اتجاه مدينة ستاروبشيف جنوبا. وقال احد قادة المتمردين ويدعى نيكولاي "نحن نطبق اتفاقات مينسك" التي وقعت بوساطة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل والتي نصت على سحب الاسلحة الثقيلة ما يتيح اقامة منطقة عازلة موسعة في محيط خط الجبهة. من جهتها اكدت بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا في المكان ان ليس بامكانها تاكيد حصول اي انسحاب قبل الحصول على معلومات من الاطراف المتنازعة حول مكان ايداع هذه الاسلحة. وفي دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا لم يسجل الاربعاء اي اطلاق نار ما يوحي لاول مرة منذ 10 ايام بان وقف اطلاق النار يطبق. وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلطات كييف لقرارها رفض تسليم الغاز للمناطق المتمردة ووصفه بانه يشبه "الابادة". وبدأت مجموعة غازبروم الاسبوع الماضي بمد مباشرة المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين بالغاز دون موافقة كييف وتعتبر موسكو ان على اوكرانيا تسديد فاتورة هذه الامدادات. وعلى الصعيد الدبلوماسي تكثفت الضغوط على روسيا التي تتهمها كييف والغرب بتسليح المتمردين في شرق البلاد ونشر في هذه المنطقة قوات نظامية. وتنفي موسكو اي تورط لها في هذا النزاع. وقال كيري امام لجنة في مجلس الشيوخ ان روسيا "تقوم باكبر عمل دعائي منذ الحرب الباردة" مؤكدا ان القادة الروس "يكذبون صراحة بخصوص ما يقومون به هناك" في اوكرانيا. ولم يستبعد فرض عقوبات جديدة على موسكو. وحذر كيري قائلا "اذا تأكد فشل (اتفاقات مينسك) سيكون هناك عواقب اضافية ستزيد الضغط على الاقتصاد الروسي الضعيف اصلا". من جهته تحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن احتمال اخراج روسيا من نظام الدفع المصرفي سويفت اذا واصلت موسكو "تفكيك" اوكرانيا. وقال كاميرون "في حال حدث توغل كبير جديد للقوات المدعومة من موسكو او من قوات روسية في اوكرانيا (...) آمل ان يرد الاتحاد الاوروبي بشدة بعقوبات تضرب بقسوة الاقتصاد الروسي". واعلن ايضا ارسال خبراء عسكريين لتدريب القوات الاوكرانية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان مسالة فرض عقوبات جديدة على روسيا ستكون "على المستوى الاوروبي" في حال شن المتمردون الموالون لروسيا هجوما على ماريوبول اخر مدينة كبرى في الشرق المتمرد خاضعة لسيطرة كييف.