أبدى سكان حي المنظر الجميل بعين البنيان استياءهم الشديد من الوضعية التي يظهر عليها الحي بسبب انعدام الغاز الطبيعي والإنارة العمومية، ما حول الشوارع به إلى ظلام دامس ليلا، وتسبب في انتشار ظاهرة السرقة، بالإضافة إلى نقص النقل الذي أرق السكان، ناهيك عن انتشار القمامة التي شوهت الوجه العمراني والمنظر الجمالي للمنطقة، وهي جملة المشاكل التي وقفنا عليها خلال الزيارة الميدانية التي قادتنا إلى ذات الحي. أولى المشاكل التي يعاني منها سكان حي المنظر الجميل، هي انعدام الغاز الطبيعي، وقد عبّر هؤلاء عن المعاناة اليومية التي يعيشونها في ظل غياب هذه المادة الضرورية والحيوية، خاصة في فصل الشتاء، “أيعقل أن ينعدم غاز المدينة في حي من أقدم أحياء العاصمة” يقول أحد السكان، حيث لازالوا يعتمدون على قارورات الغاز. ومن جهة أخرى عبر قاطنو الحي عن تذمرهم الشديد من انعدام الإنارة العمومية عبر أغلب شوارع وأزقة الحي، ما أثار حيرتهم واستغرابهم من عدم تحرك السلطات المحلية حيال الأمر، حيث باتوا يخشون الخروج ليلا بسبب الظلام الدامس الذي يعرفه، وأبدوا مخاوفهم من التعرض للاعتداءات والسرقة من قبل بعض المنحرفين الذين يستغلون الوضع، ويجدون في غياب الأمن راحتهم التامة. قلة وسائل النقل تزيد متاعبهم اليومية .. وانتشار القمامة يشوه منظر الحي كما اشتكى المواطنون من النقص الفادح في وسائل النقل، الأمر الذي بات ينغص عليهم حياتهم اليومية، حيث قال السكان إنهم يضطرون للانتظار طويلا أمام موقف الحافلات نظرا لقلة المركبات، ما يتسبب في تأخرهم في معظم الأحيان عن وجهاتهم، ناهيك عن الاكتظاظ الناجم عن تجمع أعداد هائلة من الركاب، خاصة خلال الفترات الصباحية والمسائية بالنسبة للعمال والطلبة، الأمر الذي يتسبب في مناوشات وملاسنات كلامية تتحول في بعض الأحيان إلى شجار عنيف. ويشهد حي المنظر الجميل حالة من الفوضى العارمة الناتجة عن تراكم النفايات وأكياس القمامة على مستوى الأرصفة ومختلف الأزقة، التي تشوه منظر الحي، وتشكل مصدر إزعاج للمارة، نتيجة انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة. وتعود أسباب انتشار النفايات، حسب بعض السكان، إلى عدم تقيد المواطنين برمي القمامة في لأماكن المخصصة لها، فيما يقوم آخرون بحرقها، في غياب عمال مؤسسة نات كوم. وطالب السكان بضرورة تزويد الحي بمساحات خضراء من أجل المحافظة على جمال المحيط، كما أنها تعتبر متنفسا للجميع من الضغوط اليومية. ومن جهة أخرى، ناشد الأولياء السلطات المعنية بضرورة إنجاز فضاءات للعب الأطفال من شأنها الحد من الخطر الذي يتربص بأبنائهم، والمتمثل في حوادث المرور، في ظل افتقادهم لمكان مخصص للعب، وعليه رفع السكان مطالبهم للسلطات المحلية بضرورة النظر إلى المشاكل والنقائص التي يعرفها الحي، والعمل على إيجاد حل لها في أقرب الآجال