استطاعت الولاياتالمتحدةالأمريكية الاستثمار في وباء كورونا بطريقة مذهلة، فبعد تجربة عمل الموظفين من خلال مكان إقامتهم في منازلهم بسبب الوباء و النتائج الاقتصادية و الاجتماعية المحققة، وجدت الشركات و الإدارات هناك أن تبقي على نفس النظام بالنسبة للموظفين الذين لا يؤثر عدم تواجدهم في المكاتب على سير العمل، و اكبر ما تم تحقيقه هو تقلص زحمة السير الصباحية و المسائية بشكل كبير، كما أن نتائج العمل من البيت صارت اجابية على كافة الأصعدة، فتم مثلا تقليص استعمال الطاقة الكهربائية بشكل كبير في المكاتب كما أن حجم التلوث الناتج عن وسائل النقل شهد تراجعا كبيرا بعد أزمة كورونا، ليس هذا فحسب بل أن أهدافا اجتماعية كبيرة تم تحقيقها تتعلق بالروابط الأسرية التي ازدادت متانة و قربت الأفراد من بعضهم البعض من خلال تواجدهم اليومي مع بعضهم، فضلا عن متابعة الأولياء لأبنائهم في الدراسة و خارج الدراسة، و كل المطلوب من الموظف هو إتمام معالجة الملفات المسندة إليه دون وجود رئيس يعكر عليه مزاجه، أو زملاء ينشغلون بالأحاديث خارجة عن العمل لكسر الروتين. و هنا يمكن أن نستنتج كيف يمكن الاستثمار في المصائب بشكل يخدم مصالح الأمم دون انتظار أو تردد. الوسوم قلم المسار محمد دلومي