وجد مدير مركزي بالجمارك نفسه في موقف حرج بعد ان اخذ يشرح للوزير الأول مشروع من المشاريع باللغة الفرنسية، فطلب الوزير الأول من المدير العام للجمارك ان يأمر المسؤول المركزي بتقديم شرحه باللغة الوطنية الرسمية، و هو ما حدث على الفور حيث إبان المدير المركزي عن فصاحة منقطعة النظير في الشرح و التفسير، و السؤال هنا ما الذي يدفع مسؤولا جزائريا يتقن اللغة العربية جيدا و يقبض اجره من خزينة الدولة التي لغتها الرسمية العربية، ثم يتحدث في لقاء رسمي بلغة يستعملها عامة الشعب الجزائري في تربية الكلاب؟ و لا اعرف حقا ما الذي يدفع مسؤولا ساميا فصيح اللغة و سليمها للحديث أمام الوزير الأول بالفرنسية ثم يتبهدل أمام المشاهد، إن هذا التزلف للغة الفرنسية من قبل بعض المسؤولين لا يدخل الا في خانة العبودية للغير، و على الرهط عندنا ان يدركوا ان اللسان الفرنسي الذي يتبجقون به ليس مفخرة بل ذلة و مسكنة، و اللسان الفصيح ليس مهانة بل شرف لهم ان بقي لهم بعض من شرف، و كأني بالربايع من المسؤولين الذين يتكلمون باللغة الفرنسية في مواقف رسمية يرسلون رسائل مودة للسفير الفرنسي أننا هنا و انظر الينا، على هؤلاء ان يدركوا ان عهد زيارة السفارة في العمارة و نيل بركة السفير الفرنسي قد انتهى و بلا رجعة لهذا ليس لنا ان نقول سوى احشموا على رواحكم، و أي مسؤول يقبض أجره من خزينة البلاد و يشغل مسؤولية في هذه الارض و لا يروق له الحديث بلغة الأمة ما عليه سوى تقديم طلب للسفير ليجد له وظيفة في فرنسا في كاش بار، أو زريبة حلالف، و هناك من حقه ان يظهر طلاقته في مخاطبة السكارجية و الحلالف.