رهط بيننا، يستنشفون هواءنا، و يزاحموننا في حياتنا الكادحة، نكدح و نشقى من اجل الكرامة، و يشقون و يكدحون من اجل فرنسا، يسميهم البعض اولاد فرنسا، و لكنهم ابدا لم يكونوا أبناء لها، و لا حتى كان لهم شرف ان يكونوا لها أبناء حرام، فذاك شرف لا تناله الكلاب الوضيعة التي تقدم الولاء بلا شرط او قيد، ففرنسا تعتبرهم مجرد كلاب مخلصة حد العبادة تخدم شعبا فرنسيا ما زال يحتقرهم و يضعهم حتى و لو اكتسبوا جنسيته في مرتبة بعد كلاب المنازل. أخطر الخيانات ليست تلك التي تقبض عليها أجرا و تنتهي حين ينتهي الخبز الذي به يطعمك مستخدمك، بل اخطر الخيانات تلك التي تحول العميل إلى عبد يعبد العدو و يصل به العشق حد الجوا، هناك بيننا من يعبد فرنسا عبادة العبد للسيد، و يخطأ في قراءة الفاتحة و لا يخطئ في انشاد لامارسييز، هؤلاء على استعداد لحرق الجزائر و هم على قناعة أن فعلهم واجب مقدس، هم على استعداد ليكونوا في الصفوف الأولى في مواجهة الجزائر شعبا و جيشا، و يعتبرون ذلك شرفا لعل و عسى تذكر لهم فرنسا يوما التضحية و تخلد اسماءهم في شوارع السكارى و البغايا، ليقرأ العالم هذا شارع واحد من الناس ضحى من أجل فرنسا جاء من الضفة الاخرى يسعى، هو مجنس فرنسيا لكن درجته تاتي بعد الفرنسيين ثم كلابهم ثم ياتي هو ثالثا. ستحفضون لامرسييز على ظهر قلب و قلب روح و تحفضون كل ما يتلوه عليكم حثالة الفكر الكولونيالي و تتلونه تلاوة القساوسة للاناجيل، لكنكم ستعيشون حياتكم بجنسية فرنسية تمنحكم المرتبة الثالثة في المواطن بعد كلاب الفرنسيين . ما يؤلم ليست عمالتهم و بيع الذمة بلا مقابل و تفضيل لامرسييز على قسما بالنازلات، و إنما ما يؤلم أنهم يعيشون بيننا لهم السبق في البطولة حين يحولهم الإعلام العميل من كلاب ضالة إلى ايقونات نضال في سبيل وطن هم سبب نكبته وسبب نزفه و ما زال منهم ينزف منذ 1830، إلى يوم الناس هذا و ربما إلى يوم يبعثون . أيها الشعب الجزائري، لا تجتمع لا اله الا الله و حب فرنسا في قلب امرء منكم، و لا يستقيم لكم خلق مع حب فرنسا، و لن يستقيم لكم ايمان او شهادة اذا لم تجتمع مع كره فرنسا و لغتها و كلابها. فالكفر بفرنسا و كرهها من كمال ايمان احدكم و حسن اسلامه، و من كان في قلبه بعض حب لبلاد الكلاب، فما عليه سوى تجديد توبته و الاغتسال سبع ليال و سبعة ايام، لأنه قد دخل مرحلة الكفر البواح. الوسوم قلم المسار