سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساهل: "لائحة مجلس الامن حول مالي جمعت مختلف المقاربات ولابد من استخلاص العبر من الاحداث الاخيرة في ليبيا ومناطق أخرى " التقى مستشار باراك أوباباما لمكافحة الإرهاب
إلتقى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقة عبد القادر مساهل مساء أمس الأول الجمعة بالبيت الأبيض الأمريكي مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأمن القومي ومكافحة الإرهاب جون برينان. وقد أفضى اللقاء إضافة إلى العلاقات الثنائية والشراكة بين الجزائروالولاياتالمتحدة إلى التطرق للوضع في منطقة الساحل وأزمة مالي السياسية والأمنية والإنسانية التي تعصف بمالي فحسب إنما ببلدان شبه المنطقة برمتها منذ عدة شهور. يذكر أن عبد القادر مساهل يرأس بواشنطن الوفد الجزائري في الدورة الأولى للحوار الإستراتيجي ما بين الجزائر و الولاياتالمتحدة المنظم بمقر كتابة الدولة بحضور مساعدة كاتبة الدولة للشؤون السياسية ويندي شارمن و ممثلين عن عديد الدوائر الوزارية للبلدين. وصرح عبد القادر مساهل بواشنطن ان لائحة مجلس الامن المتعلقة بالازمة المالية "جمعت مختلف المقاربات" مشيرا الى اهمية "استخلاص العبر من الاحداث الاخيرة لاسيما في ليبيا لتفادي كل خلط او تجاوز". و ادلى مساهل بهذا التصريح خلال كلمة القاها لدى افتتاح اشغال الدورة الاولى للحوار الاستراتيجي ما بين الجزائر و الولاياتالمتحدة المنظم بمقر كتابة الدولة بحضور مساعدة كاتبة الدولة للشؤون السياسية السيدة ويندي شارمن و ممثلين عن عديد الدوائر الوزارية للبلدين. و في معرض تطرقه للوضع السائد في منطقة الساحل اشار الوزير الى ان هذه المسالة ستشكل موضوع نقاش معمق خلال اشغال هذه الدورة للحوار الاستراتيجي الجزائري-الامريكي مضيفا ان الجزائر "معنية بشكل مباشر بالتطورات الجارية في جوارها القريب". وذكر في هذا الصدد بان الجزائر مافتئت منذ سنوات عدة تجلب انتباه جميع شركائها حول "التهديد الذي تشكله آفتي الارهاب و الجريمة المنظمة العابرة للاوطان ليس فقط على مالي و انما على بلدان شبه المنطقة برمتها". و تابع يقول ان القضاء على هاتين الآفتين قد شكل على الدوام "الانشغال الاول" لدول الميدان (الجزائر و مالي و موريتانيا و النيجر) التي نظمت نفسها تحسبا لذلك. و اضاف في هذا الشان ان الندوة الوزارية التي عقدت في شهر سبتمبر 2011 بالجزائر العاصمة كانت "حدثا كبيرا لجميع الشركاء" موضحا ان هذه الندوة و انطلاقا من استراتيجية الاممالمتحدة قد "توصلت الى استنتاج مفاده ان القضاء على الارهاب و الجريمة المنظمة هي قضية الجميع". و فيما يخص وجهة نظر الجزائر بشان اللائحة رقم 2071 التي صادق عليها مجلس الامن الاسبوع الماضي اعتبر الوزير ان المقاربة الاجمالية "جمعت مختلف المقاربات من خلال وضع تنسيق للحفاظ على الوحدة الترابية لمالي و التكفل بكافة الانشغالات المالية في إطار حوار داخلي لايستثني أحدا و القضاء على الإرهاب و تهريب المخدرات بكافة السبل بما فيها العسكرية". و أشار إلى أهمية "استخلاص العبر من الأحداث الأخيرة لاسيما في ليبيا لتفادي كل خلط او تجاوز يؤدي الى تمزقات اخرى ذي نتائج وخيمة على الامن و الاستقرار في المنطقة". وكان مجلس الامن الدولي قد تبنى يوم الجمعة الماضي لائحة (2071) أين يمنح فيها المنظمات الاقليمية الافريقية و الاممالمتحدة مهلة 45 يوما لتقديم مخطط للتدخل يرمي الى استعادة شمال مالي داعيا مختلف الاطراف في مالي الى الشروع في مسار للتفاوض بهدف التوصل الى حل سياسي دائم و دعوة جماعات التمرد المالية الى قطع كل علاقة لها بالمنظمات الارهابية و من بينها القاعدة في المغرب الاسلامي و الجماعات المرتبطة بها. و كرد فعل على هذه اللائحة اكدت الولاياتالمتحدة انها تمثل "مقاربة شاملة" تسمح بتسوية "ازمات متداخلة في مجال الحكم و الامن و المشكل الانساني التي يعاني منها مالي".
المؤسسات الامريكية مدعوة لاغتنام الفرص الكبيرة المتاحة في الجزائر اما بخصوص الشراكة الاقتصادية بين الجزائر و الولاياتالمتحدة والافاق المرجوة اوضح مساهل ان المؤسسات الامريكية مدعوة لاغتنام الفرص الكبيرة المتاحة في الجزائر و التي تتميز ببرنامج استثماري عمومي تم تحديده و الذي تصل قيمته الى 300 مليار دولار. و اكد في هذا الصدد على ضرورة ان تجد قطاعات السكن و الصحة و الري و الفلاحة و التكنولوجيات الجديدة مكانتها الى جانب القطاع التقليدي للمحروقات. و عن مجموع التعاون الجزائري الامريكي ابرز الوزير ارادة الجزائر الراسخة في اعطاء مكانة مناسبة للمؤسسات الامريكية مضيفا ان اعادة تنشيط بعض الاتفاقيات منها المجلس الجزائري الامريكي حول التجارة و الاستثمار سيعزز هذه المقاربة. كما تطرق مساهل في كلمته الى النزاعات في منطقة الساحل والشرق الاوسط (النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي و سوريا) داعيا الى التشاور و الحوار. و اكد في هذا الخصوص ان الجزائر "تواصل تفضيلها تحت كل الظروف و قدر المستطاع للحلول السياسية كما هي مستمرة في الكفاح الحازم للارهاب و الجريمة المنظمة في ظل احترام الشرعية الدولية". اما بخصوص ازمة مالي فقد اعتبر ان لائحة مجلس الامن المتعلقة بالازمة المالية "جمعت مختلف المقاربات" مشيرا الى اهمية "استخلاص العبر من الاحداث الاخيرة لاسيما في ليبيا لتفادي كل خلط او تجاوز". و عن المسائل التي تهدد السلم و الامن فقد اوضح السيد مساهل ان "الولاياتالمتحدة ستجد دائما في الجزائر شريكا فعالا و ناجعا يمكنه الاسهام قدر المستطاع في تعزيز السلم في العالم". اما عن القضية الصحراوية فقد اكد بان "الجزائر تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس في مسعاه من أجل تقريب الطرفين (جبهة البوليساريو والمغرب) قصد إيجاد حل مبني على ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير". واشار مساهل الى أن "الجزائر متأكدة بقوة بأنه لن يكون هناك حل بدون ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير المعترف به من طرف الأممالمتحدة ومجلس الأمن". و بعد الانتهاء من كلمته و في مبادرة رمزية سلم مساهل لمساعدة كاتبة الدولة الامريكية للشؤون السياسية السيدة واندي شرمن نسخة من معاهدة الصداقة التي وقعت بين الجزائر و الولاياتالمتحدة في ال5 سبتمبر 1795. للتذكير ان تلك المعاهدة قد تمت المصادقة عليها بالاجماع في مجلس الشيوخ الامريكي حينها ثم وقعها جون ادامس ثاني رئيس امريكي.
الحوار الاستراتيجي الجزائري الاميريكي "لبنة تاريخية جديدة" في العلاقات بين البلدين و اكد مساهل أمس الأول بواشنطن ان الدورة الاولى للحوار الاستراتيجي الجزائري الامريكي تمثل "لبنة تاريخية جديدة" في العلاقات بين الجزائر و الولاياتالمتحدة. و ابرز مساهل أهداف هذا الحوار الاستراتيجي الثنائي كما قدم عرضا حول الإصلاحات التي باشرتها الجزائر و أعطى لمحة عن الأزمات التي تشهدها بعض المناطق سيما الساحل الإفريقي و الشرق الأوسط. و اوضح الوزير ان العلاقات بين الجزائر و الولاياتالمتحدة قد عرفت خلال السنوات الاخيرة "حيوية و اهمية مما جعل تطويرها في اطار رسمي يفرض نفسه تلقائيا و ذلك في الوقت الذي تتوسع فيه التهديدات و تتزايد فيه عوامل الشكوك عبر العالم". في هذا السياق اغتنم مساهل هذه الفرصة ليعرب عن "تنديد الجزائر الشديد" باغتيال السفير الأمريكي و ثلاثة أمريكيين آخرين خلال الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي في شهر سبتمبر الأخير. كما ابرز أن "الاستفزازات غير المقبولة و التي تمس بالقيم المقدسة و المعتقدات لا يمكن ان تشكل مبررا للاعتداء على الممثليات الدبلوماسية او مصالح البلدان الاخرى". و في معرض تطرقه للمسائل الأمنية أكد الوزير أن الجزائر و الولاياتالمتحدة "يواجهان نفس التحديات المرتبطة بامنهما" و ان التهديدات و الارهاب و الجريمة المنظمة و الهجرة "هي من الحقائق التي تندرج في اطار زمني و التي تستدعي عملا دوليا منسقا". و تابع يقول ان هذا اللقاء الذي ياتي غداة الدورة ال5 للحوار العسكري المشترك الجزائري الأمريكي التي جرت في العاصمة الفدرالية "يدل على الطابع الشامل للشراكة بين الجزائر و الولاياتالمتحدة". كما قدم الوزير في مداخلته عرضا وجيزا عن مسار الاصلاحات التي بادر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ 15 افريل 2011 و التي جاءت لتعزز -كما قال- التحولات العميقة التي عرفتها الجزائر خلال العقد الاخير. في هذا الصدد اعطى السيد مساهل لمحة قصيرة عن المعطيات الناتجة عن مسعى السلطات الجزائرية في مجال الحكامة موضحا ان "الجزائر لم تنتظر حتى تصل التوترات نقطة القطيعة الاجتماعية لتباشر اصلاحات سياسية و اقتصادية".
شارمن تثني بالعلاقات المشتركة بين الجزائر و امريكا صرحت مساعدة كاتبة الدولة للشؤون السياسية ويندي شارمن مساء الجمعة أن الحوار الاستراتيجي الجزائري-الأمريكي يعتبر "الأساس الذي نحاول أن نبني عليه علاقاتنا المستقبلية" مضيفة أن الولاياتالمتحدة و الجزائر كانتا دوما تتقاسمان "نفس النظرة المتمثلة في الحرية و تقرير المصير". و جاءت تصريحات شرمان في كلمة ألقتها خلال الدورة الأولى للحوار الإستراتيجي الجزائري- الامريكي المنظم بمقر كتابة الدولة (واشنطن) بحضور الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل الذي ترأست معه مناصفة هذا اللقاء. و أوضحت شرمان تقول "لسنا اليوم مجتمعين هنا فقط للاحتفال بعلاقاتنا المشتركة مهما تعددت. نحن هنا اليوم للتحدث عن الأهداف و الطموحات التي نواصل العمل من أجل تجسيدها و كذا للتطرق إلى التحديات التي نواجهها في علاقاتنا".