يستفيد أزيد من ألفي (2000) نسمة من البدو الرحل من التغطية الصحية التي تضمنها المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لبلدية عين أمقل ( 130 كلم شمال ولاية تمنراست) من خلال خرجات ميدانية بحثا عن مراكز تموقع هؤلاء على مساحة تمتد على أزيد من 600 كلم. فعلى مساحة شاسعة تضم أغاريس و أسيلال و عين تافاركيت و أمسيلي و غيرها من المناطق التابعة لبلدية عين أمقل --أكبر بلدية على مستوى القطر الوطني (93437 كلم مربع)-- يقوم الأطباء الستة العاملون بالمؤسسة الإستشفائية بما لا يقل عن أربع خرجات شهريا يقتفون فيها أثر البدو الرحل أينما حطوا الرحال. و أوضح مدير المؤسسة السيد مولاي العلوي أن الأطباء المكلفين بهذه التغطية يتوزعون رفقة طبيب الأسنان عبر كامل المنطقة محملين بالأدوية اللازمة لعلاج مختلف الأمراض كالسكري و الضغط و الحساسية إضافة إلى أمراض العيون المنتشرة في أوساط البدو الرحل. كما تعد حملات التلقيح من المهام الأساسية التي يضطلع بها هؤلاء الأطباء الذين يبذلون أقصى جهودهم لإحترام الرزنامة الخاصة بها خاصة بالنسبة للمواليد الجدد وهي المهمة التي تزداد صعوبة على وجه أخص خلال فصل الشتاء أين يتفرق البدو الرحل بحرية نتيجة توفر نقاط تجمع المياه. و أضاف السيد العلوي بأن عدد هذه الخرجات الميدانية قد يرتفع في حال تسجيل وباء من أي نوع من أجل الحد من انتشاره. و بدوره أوضح الطبيب العام عبد الغني تواتي أحد أفراد الفريق الميداني --الذي بدأ في ممارسة مهامة بعين أمقل منذ ثلاث سنوات-- أن البدو الرحل اعتادوا على زيارات التلقيح وأصبحوا واعين بأهمية العملية. كما يقوم الفريق فضلا عن ذلك بحملات تحسيسية لتنظيم النسل و توعية النساء خاصة بأهمية تناول حبوب منع الحمل وهو الموضوع الذي يبقى شائكا خاصة في أوساط البدو الرحل المعروف عنه الزواج المبكر الذي يتسبب في تعدد حالات الإجهاض. و في ذات الإطار سجل المتحدث نقص كمية بعض الأدوية الضرورية كالمضادات الحيوية و مضادات الإلتهاب والمراهم الخاصة بأمراض العيون التي تعد غير كافية لتغطية احتياجات المنطقة.