اكدت موسكو مجددا الجمعة موقفها من النزاع السوري فيما تواصل الاممالمتحدة جهودها لتأمين اطلاق سراح 21 عنصرا فليبينيا من قوات حفظ السلام في الجولان احتجزهم منذ ثلاثة ايام معارضون مسلحون. واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع البي بي سي الجمعة انه مقتنع بان الرئيس السوري بشار الاسد لن يغادر السلطة، مكررا ان موسكو لا تنوي "اطلاقا" ان تطلب منه ذلك. وقال ان "قرار من يجب ان يحكم سوريا لا يعود لنا وعلى السوريين ان يقرروا" ذلك، مكررا بذلك الموقف الروسي من النزاع في سوريا حيث قتل حوالى سبعين الف شخص خلال عامين، حسب الاممالمتحدة. وردا على سؤال عن امكانية ان تدفع روسيا بشار الاسد الى مغادرة السلطة، قال لافروف "اطلاقا. تعرفون ان مبدأنا هو عدم التدخل في تغيير اي نظام. نحن معارضون للتدخل في النزاعات الداخلية". وقال لافروف "نعارض اي شرط مسبق لوقف العنف وبدء الحوار لاننا نعتقد ان الاولوية الاولى هي انقاذ حياة" البشر. وفي مانيلا، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفيليبينية راؤول هرنانديز الجمعة ان رفض المعارضين السوريين المساومة قضى على الامل في اطلاق سراح الرهائن بسرعة واجبر الحكومة على تعزيز جهودها للتفاوض. واضاف الناطق لقناة "ايه بي سي-سي بي ان" ان "مطلب المتمردين باعادة تموضع القوات السورية في منطقة جملة ما زال عالقا ويجري العمل عليه". واعلنت الاممالمتحدة الخميس انها تفاوض لاطلاق سراح المراقبين. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي ان قوة الاممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان "اتصلت بهم هاتفيا واكدت انهم لم يتعرضوا لسوء معاملة"، مؤكدا ان "الاممالمتحدة تبذل جهودا للتوصل الى الافراج عنهم". وفي عملية الخطف الاولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل عامين، احتجز مقاتلون معارضون اطلقوا على انفسهم اسم "لواء شهداء اليرموك" 21 مراقبا فيليبينيا ينتمون الى قوة الاممالمتحدة المكلفة منذ 1974 ضمان احترام وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسوريا في هضبة الجولان المحتلة. وفي ظل غياب اي رد فعل رسمي سوري، رات صحيفة تشرين الحكومية السورية ان خاطفي عناصر من قوات فض الاشتباك الدولية قاموا "بعملهم المدان والجبان" بايعاز من قطر واسرائيل لدفع الازمة التي تمر بها البلاد منذ عامين نحو التدويل مع اقتراب الحل السياسي لها. وللخروج من الازمة السورية التي يشارف عامها الثاني على الانقضاء، سيجري الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاثنين محادثات في بروكسل مع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الذين سيشجعونه على مواصلة جهوده لمحاولة التوصل الى حل سياسي للنزاع. واكد مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي انه بالنسبة للاوروبيين يتعلق الامر "بوسائل دعم جهود الابراهيمي الذي يرى ان الحل لا يمكن ان يكون عسكريا". وعبرت الدول الاوروبية في الاسابيع الاخيرة عن آراء مختلفة بشأن تعزيز دعمها للمعارضة لنظام الرئيس بشار الاسد عبر رفع الحظر على الاسلحة جزئيا. وتم التوصل الى تسوية في نهاية المطاف اواخر شباط/فبراير، تقضي بتمديد نظام العقوبات المفروض على دمشق والسماح في الوقت نفسه بتسليم معدات غير مميتة ومساعدة تقنية الى المعارضة لحماية المدنيين. ويفترض ان يناقش الوزراء الاوروبيون مع الابراهيمي ايضا تدهور الوضع الانساني في سوريا والدول التي تستقبل اللاجئين الذين تقول الاممالمتحدة ان عددهم بلغ مليونا. ياتي ذلك فيما دعا رئيس التجمع الوطني الحر المعارض السوري رياض حجاب مجلس الامن الدولي الى التدخل بسرعة في سوريا، كما شدد على ضرورة تسليح الجيش الحر، في افتتاح المؤتمر الاول للتجمع صباح الجمعة في الدوحة. وقال حجاب، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء قبل ان يعلن انشقاقه عن النظام "اننا ندعو جميع الدول وعلى الاخص الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي للاضطلاع بمسؤولياتها حيال حماية الشعب السوري وخياراته". وشدد حجاب على ان "دعم الجيش الحر هو السبيل الوحيد لتغيير الواقع والخروج من الحالة التي اوصلنا اليها السفاح"، في اشارة الى الرئيس بشار الاسد. وميدانيا، وبالقرب من مكان احتجاز المراقبين الدوليين "تدور اشتباكات عنيفة بين معارضين مسلحين والقوات النظامية "اثر هجوم نفذه مقاتلون على سرية القوات النظامية في قرية عابدين الواقعة جنوب قرية جملة في ريف درعا (جنوب)"، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد عن تحليق طائرات مروحية في سماء قرية عابدين مشيرا الى معلومات تفيد عن "قصف على المنطقة" حيث سيطر يوم امس المقاتلون "على سريتين للقوات النظامية في قرية معرية ومحيطها المحاذية للجولان والاردن". كما تتعرض مناطق في احياء الخالدية وحمص القديمة (وسط) "لقصف عنيف من قبل القوات النظامية استخدم خلاله الطيران الحربي رافقها اصوات انفجارات وتصاعد لاعمدة الدخان في سماء المناطق". واشار المرصد كذلك الى اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وعناصر من القوات النظامية "عند اطراف هذه الاحياء في محاولة من القوات النظامية فرض سيطرتها على المنطقة منذ عدة ايام". كما قام الطيران الحربي بقصف بلدة الدار الكبيرة في ريف المدينة، ما اسفر بحسب المرصد عن "تهدم عدد من المنازل واضرار مادية". وفي شمال البلاد، جرت اشتباكات بين "مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في احياء حلب القديمة سيطر على إثرها مقاتلو الكتائب على نقاط تمركز جديدة قرب الجامع الاموي". وقال المرصد ان "المقاتلين سيطروا على منطقة خان الشيخ في حلب القديمة إثر اشتباكات مع القوات النظامية". وتحدث المرصد عن سقوط عدة قذائف على حيي بستان القصر والمرجة. وتعرضت مدن وبلدات الاتارب والباب وعندان بريف المدينة للقصف من قبل القوات النظامية من بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، بحسب المرصد. ويأتي ذلك غداة مقتل 144 شخصا بينهم 68 مقاتلا من المعارضة و32 مدنيا فيما قتل 44 من عناصر القوات النظامية بينهم مقاتل من قوات الدفاع المدني.