من غرائب قناة الجزيرة أنه وبعد خراب بلاد الشام واعتراف الأممالمتحدة بسقوط 93 ألف قتيل سوري، بدأت القناة تتحدث عن التهدئة، ألم يكن بإمكان هذه القناة أن تتحدث عن التهدئة في بداية العنف، ولماذا انتظرت كل هذا الخراب لتبدأ الجزيرة التي لا نعرف ان كانت تقع في قطر ام قطر التي تقع فيها لتأخذ هذا الطريق ؟ الأكيد أن الأمر له علاقة بالتحولات الجارية في قطر وتخلي حمد بن جاسم عن الحكم لنجله، وله علاقة بانقلاب موازين القوى لصالح النظام بعدما دخل حزب اللات وإيران على خط المواجهة المسلحة، وبدأت تركيا تتلقى شظايا الثورة السورية في عقر دارها، ولولا تغير هذه المعطيات لما كان للجزيرة هذا الموقف في الإتجاه الآخر، ومن المؤسف جدا أن تصبح الشعوب العربية لدى قناة مجرد أرقام للقتلى، ومجرد استراتيجية يمكن أن تتغير بتغير المعطيات على الارض وتغير الأوضاع السياسية في منطقة ما، ماذا كانت ستخسر الجزيرة لو بقيت محايدة ودعت من الأول للتهدئة وأظهرت التجاوزات من كلا الطرفين؟ الذي كان سيحدث هو أن شعبية القناة وبورصتها سترتفع، ولكن هذا هو الإعلام العربي حتى ولو كان ممثلا في قناة الجزيرة لن يستقيم مثله مثل الظل الأعوج، ببساطة لأن الحكام العرب مصابين بالإعوجاج لذا لا ننتظر من قناة ولو كانت بحجم الجزيرة ان تستقيم.