بعد مرور أرعين سنة عن حرب أكتوبر 1973 يكون الجيش المصري قد بدأ في تحرير سيناء من قيود اتفاقية كامب دافيد مستغلا الحاجة لضرب المجاميع المسلحة ليدخل بقوة وبجميع الأسلحة من مدرعات وطيران في جميع مناطق سيناء وكأنه يفد أن تحرر من مرسي يكون قد تحرر من الالتزامات التي أخذها مرسي لصالح التطبيق الحرفي لاتفاقية كامب دافيد. خلال أسبوع نفذ الجيش المصري عدة عمليات واسعة داخل سيناء لملاحقة الجماعات المسلحة وقتل قرابة الخمسين عنصر في أوسع عملية تشهدها سيناء منذ التوقيع على معاهدة كامب دافيد. الجيش المصري تدخل بكافة أنواع الأسلحة من مدرعات ومدفعية وطيران حربي في المناطق الثلاث التي نظمتها اتفاقية كامب دافيد ما يعني أنه لم يلتفت لنصوص الاتفاقية وظهر وكأنه تحرر من قيودها التي زادها تعقيدا القيود التي فرضها الرئيس المعزول محمد مرسي على تحرك الجيش المصري في سيناء, قيل قرار العزل كان الرئيس المصري قد منع الجيش المصري من ملاحقة نفس الجماعات المسلحة التي شاركت في قتل الجنود المصريين الستة عشر واختطاف سبعة آخرين، كما قيد حركة الأمن وتحديدا حركة المخابرات العامة وبدا وكأنه يريد إطلاق يد الجماعات من جهة وتحرير حركة حماس التي بدأت تتحكم جهارا في منطقة العريش وشيخ زويل. ورغم علم إسرائيل بتعاظم نشاط الجماعات المتطرفة في سيناء فإنها لم توجه للرئيس المعزول مرسي أي احتجاج، ربما لأنها تكون قد تلقت ضمانات من الرئيس المصري على أن نشاط الجماعات ليس موجها لإسرائيل، وأن إسرائيل تكون اطمأنت تماما للضمانات التي وفرها لها الرئيس مرسي بضمانه لالتزام حماس ببنود الهدنة، كما أن الرسالة الودية التي بعث بها مرسي للرئيس الإسرائيلي تضمن اعترافا مصريا ليس فقط باتفاقية كامب دافيد بل اعترافها بحق الصهاينة أرض فلسطين حين تمنى مرسي لشيمون بيريس أن ينعم "بلدكم" بالأمن والازدهار. وباستثناء فترة قصيرة أعقبت مقتل الجنود الستة عشر في بداية عهدته فإن الرئيس مرسى قد غل تماما تحرك الجيش المصري في سناء فوق ما تنص عليه الاتفاقية، بمنع انتشار الجيش المصري في المنطقة ب وسط سيناء حين اختطف الجنود السبعة، ولم يكن يسمح للطيران الحربي التحليق فوق المناطق الساخنة شمال سيناء بما سمح للجماعات المسلحة من الانتشار والنشاط في الليل والنهار, قبيل عزل الرئيس المصري كلن الجيش المصري قد بدأ يحشد قوات كبيرة في منطقة ألف قرب القناة بحجة منع تدفق عناصر إرهابية تحسبا لمليونيات 30 يونيو، فيما كان يحضر لتدخل أوسع في المنطقتين "ب" و"ج" التي يحرم فيهما على الجيش المصري استعمال الطيران والمدرعات قي حين ذكرت مصادر إسرائيلية أن طائرة أباتشي تابعة للجيش المصري حلقت فوق قطاع غزة وزعمت أنها ربما تكون قد أضلت الطريق في حين ر بما تكون رسالة وجهها الجيش المصري لحماس بأنه لن يتردد في ملاحقة المجموعات التي تتسلل من غزة حتى داخل القطاع ضاربا عرض الحائط بمعاهدة كامب دافيد التي تكون قد سقطت على الأقل فيما يتصل بمحرماتها الجغرافية على الجيش المصري، وأن هذا الأخير سوف يطيل من عمر المواجهة مع المجاميع المسلحة ليفرض أمرا واقعا على إسرائيل ما كان لينفذه لا في ومن مبارك ولا في ومن مرسي.