شدد المشاركون في ندوة بالبليدة تناولت كتاب "بني ميصرة والأطلس البليدي و متيجة تاريخ و ثقافة" لصاحبه رابح خدوسي على أهمية كتاب تاريخ مناطق البلاد الذي يعتبر نواة وجزءا من الكتابة التاريخية للوطن ككل. وأشاد أساتذة و مهتمون بالتاريخ بصدور الكثير من الكتب عن مناطق جزائرية عريقة مثل كتاب "تاريخ تيزي وزو" لمحمد صغير فرج و "تاريخ غليزان" لمحمد مفلاح و"منطقة الزواوة" لأبو يعلى الزواوي. و اعتبر المتدخلون في هذه الندوة التي حضرتها السلطات المحلية وجرت بقاعة "محمد التوري" أن كتاب "بني ميصرة والأطلس البليدي و متيجة تاريخ و ثقافة" هو بمثابة لبنة و إضافة للمكتبة الوطنية في مجال كتابة التاريخ الوطني. وقال صاحب الكتاب المؤلف خدوسي في مقدمة كتابه الذي يحوي 332 صفحة من القطع الكبير و يتضمن سبعة فصول أن "الذاكرة الجماعية للجزائريين هي نتاج مشترك للأقاليم و المناطق المحلية التي ساهمت عبر العصور في صياغة ملامح الماضي و رسمت ملامح الراهن و المصير المشترك". و أضاف أن "إقليم بني ميصرة" يعتبر نموذجا من هذه المناطق و" مثالا للحرية و التحرر و التمسك بالأرض عبر تاريخ طويل من النضال و المقاومة للحفاظ على الذات و بعيدا عن المؤثرات الخارجية التي حاولت مرارا تفكيك عناصر القوة لسكان المنطقة". و ذكر المؤلف أن كتابه هو "إظهار تاريخ منطقة و إماطة اللثام عن حقائق جهلها و تناساها الواقع بمنطقة الأطلس البليدي". ومن جهته شدد الباحث و المؤرخ محمد أرزقي فراد على "أهمية الأخبار المحلية في بناء التاريخ الوطني برؤية جامعة" مشيدا بهذه التجربة الأولى من نوعها في خوض غمار الكتابة التاريخية للمؤلف و" تسلحه بإرادة فولاذية في البحث و التنقيب في المصادر و المراجع المتفرقة عن الأطلس البليدي". أما الدكتور علي خلاص فقد فأوضح بدوره أن منطقة بني ميصرة "كانت تشكل عمق مدينة الجزائر أثناء الاستعمار" مضيفا أن الكتابة التاريخية المحلية تعتبر "نواة الكتابة التاريخية الوطنية اذ أن في التفاصيل و الجزئيات المكونة للتاريخ المحلي هي معبرة عن خصائص و مميزات المجتمع ككل". و ذكر المؤلف أنه "من الأرجح الثابت أن جبال الأطلس البليدي و المتيجة منطقة بربرية أمازيغية منذ القدم و اللغة الأمازيغية الشفوية متداولة حتى الآن". وقد أصدر الكاتب خدوسي 13 مؤلفا و الكثير من المخطوطات و كتب وقصص للأطفال.