وجه الرئيس الصحراوي، الامين العام للجبهة، محمد عبد العزيز رسالة تهنئة الى المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون الاحتلال المغربي بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، داعيا العلي القدير "أن يعيده علينا وقد تكسرت جميع الأغلال وزالت مظاهر الظلم والاحتلال، واستتب في وطننا السلم والاستقلال، وما ذلك على الله بمحال". وفيما يلي النص الكامل للرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" صدق الله العظيم
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية: محمد بوريال الحسين الزواي عبد الله التوبالي الديش الضافي عبد الله الخفاوني عبد الجليل لعروصي لمغيمض محمد البشير بوتنكيزة محمد الأيوبي الأسفاري النعمة الشيخ بنكا أحمد السباعي محمد التهليل حسن الداه البشير خدا محمد لمين هدي سيدي أحمد لمجيد إبراهيم الإسماعيلي محمد أمبارك الفقير سيدي عبد الله ابهاه محمد باني محمد خونا بابيت البكاي العرابي حسنة اعليا مسعد سليمة براك محمد محمد الديحاني يحي محمد الحافظ إعزة الساهل الرتيمي المحفوظ الهيط سيدي أحمد مرير عيسى بودا محمد عالي البصراوي الشيخ أميدان غالي بوحلا العسيري السالك سيدي بوعمود سلامة لحمام ابراهيم الخليل امغيمية الحسان محمد لحسن المحجوب أولاد الشيخ كمال الطريح محمد عالي السعدي ياسين سيداتي محمد كرنيط عزيز احريميش يوسف بوزيد الطفل الحسين اباه سيدي محمد ملاح صلوح الميلس محمود هنون فراح اجود حمزة الجميعي عتيقو براي عبد العزيز براي حسنة الوالي محمد مانولو حمدي السيد العلوي المحجوب عمار الكزاري.
إن ممارسة دولة الاحتلال المغربي للظلم البين والاضطهاد السافر في حق الشعب الصحراوي لم تتوقف منذ اجتياحها العسكري الوحشي للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975. وإن التاريخ ومئات التقارير المختصة قد دونت عاراً مستداماً على جبين النظام المغربي من خلال سجل رهيب من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، المجسدة في عمليات تقتيل بشعة بالدفن والحرق الجماعي والرمي من الطائرات وتحت التعذيب وبالرصاص وبقنابل النابالم والفوسفور الأبيض، المحرمة دولياً، والاختطافات والاعتقالات التعسفية والاختفاءات القسرية والمحاكمات الصورية والتهم المفبركة والأحكام الجائرة. ولذا، لم يكن غريباً على الإطلاق أن نجدها اليوم، وقد انقضى شهر رمضان الكريم، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر التسامح والسلام، تصر على أن تحرمكم من جديد، ظلماً وعدواناً، من فرصة اللقاء بالأحبة والأهل والأصدقاء والحلول بين ظهران شعبكم لمشاركته تلك اللحظات الخاصة التي حباها العزيز الحكيم على الأمة الإسلامية جمعاء وهي تحتفل بحلول عيد الفطر السعيد. لكن ما لا تريد أن تفهمه سلطات الظلم والعدوان أو، بالأصح، ما تحاول عبثاً القفز عليه، هو تلك الحقيقة الصحراوية المتجذرة المتأصلة التي لم تزدها الأيام والمعاناة والتشريد والتعذيب إلا قوة ورسوخاً. إنها الحقيقة الصحراوية الدامغة التي لا رجعة فيها، حقيقة الوجود الصحراوي، الشعب الصحراوي، المنضوي تحت قيادة طليعة كفاحه من أجل الحرية والاستقلال، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، التي تطفئ هذه السنة، 2013، شمعتها الأربعين، حقيقة الدولة الصحراوية، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التجسيد الميداني لإرادة كل الصحراويات وكل الصحراويين، أينما تواجدوا، في استكمال سيادتهم على كامل ربوع وطنهم العزيز. ومثلما سجل مقاتلوا جيش التحرير الشعبي الصحراوي بالأمس القريب أروع صفحات البطولة والشجاعة والتضحية، فصنعوا مآثر خالدة شهد بها القاصي والداني، بما أظهروه من قوة العزيمة والعبقرية الفذة، ها هي جماهير انتفاضة الاستقلال تجدد كل يوم في أساليب الفعل النضالي، لا تتوقف إلا لتنطلق من جديد، حتى أربكت كل حسابات وخطط دولة الاحتلال التي لا تنفك تغرق الأراضي المحتلة بمزيد من جحافل القمع والترهيب، في محاولات يائسة فاشلة للقضاء على مقاومة سلمية، حضارية، مشروعة ومتأججة.
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون الأبطال في سجون دولة الاحتلال المغربي في السجن لكحل بمدينة العيون المحتلة وسجن الاحتلال بمدينة الداخلة المحتلة وفي سجون سلا 01 وآيت ملول وتيزنيت داخل المملكة المغربية، وإن وجودكم اليوم داخل زنازن الاحتلال، صامدين متشبثين بمواقفكم، بلا تراجع ولا استسلام، رافعين مطالب شعبكم المقدسة في الحرية والاستقلال، يجعلكم شموساً ساطعة ونجوماً متلألئة لهذه المقاومة الباسلة، ترنو إليكم الجماهير بكل تقدير وإجلال، وترى فيكم مثال التحدي ونبراس الاستمرارية ودليل النصر الحتمي. فبإسم مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، باسم شعب وحكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في كل مواقع تواجداته في الأرض المحتلة وفي جنوب المغرب وفي المواقع الجامعية، في الأراضي المحررة وفي مخيمات العزة والكرامة وفي الجاليات والأرياف، ننقل لكم رسالة مؤازرة وتضامن، رسالة عهد ووفاء للمضي على درب الشهداء، مهما طال الزمن ومهما اقتضى من ثمن، حتى بلوغ أهداف شعبنا في إقامة دولته الحرة المستقلة على كامل ترابها الوطني. إننا نحيي صمودكم وتحديكم، ونتوجه بتحية تقدير وتضامن إلى كل فرد من أفراد عائلاتكم التي كابدت وتكابد، بآناة وثبات، معاناة الحرمان من فلذات أكبادها، وصبرت وصابرت وناضلت بكل شجاعة وتصميم ورافقت معارككم البطولية، وآزرتكم أمام محاكم الظلم العسكرية في عقر دار العدو. وإنه بحلول عيد الفطر السعيد، ونحن ندين ونستنكر حرمانكم من طرف دولة الاحتلال من لقاء الأهل والأحبة، فإننا نؤكد لكم بأن كل الصحراويات وكل الصحراويين هم عائلاتكم وآباؤكم وأمهاتكم وإخوانكم وأخواتكم، وعائلاتكم هي عائلات لكل الصحراويات والصحراويين، فأنتم في كل الأذهان وعلى كل لسان، رموزاً للمقاومة تحلق بسمو وحرية في وجدان الشعب الصحراوي العظيم، الذي لا يخذل ولا يتخاذل، ولن تنام له جفون وأبناؤه في السجون. ونحن نتقدم إليكم بآيات التبريك والتهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر، فإننا نسأل الله العلي القدير أن يعيده علينا وقد تكسرت جميع الأغلال وزالت مظاهر الظلم والاحتلال، واستتب في وطننا السلم والاستقلال، وما ذلك على الله بمحال. عيدكم مبارك، رغم أنف الاحتلال، والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب