بات واضحا أن عمر الأزمة التي يعاني منها كل من حزب جبهة التحرير الوطني ، وحزب التجميع الوطني الديمقراطي، ليست قريبة من نهايتها، في ظل حالة التخبّط التي تطبع المرحلة التي أعقبت الإطاحة بكل من عبد العزيز بلخادم، وأحمد أويحيى الشتاء المنصرم، في مشهد يؤشر على وجود حرب خفية لكنها مستعرة، في قمة هرم السلطة بشأن الفارس الذي سيتم الدفع به والوقوف وراءه في الاستحقاق الرئاسي المقبل.. ويفسر بعض المتتبعين للشأن السياسي ما تشهده الأحزاب السياسية حالة من الفراغ والهشاشة بسبب المشاكل الداخلية وبعض الانقلابات وتسلط أصحاب المصالح الشخصية ، الى ما يسمى حمى الرئاسيات، إلى أن ما يحدث في الأحزاب العتيدة والتقليدية "كالأرندي والأفلان"، يجعل الحديث عن الرئاسيات أمر سابق لأوانه حسب هاته الأحزاب، في حين أعلنت عدة شخصيات رغبتهم في خوض غمار الرئاسيات. استنادا الى تصريحات قيادي الأحزاب يتفهم للمتتبع أن الأزمة عميقة وأن بوادر الصلح تبقى بعيدة، حيث قال القيادي وعضو اللجنة المركزية، لحزب جبهة التحرير الوطني، مصطفى دحام، أن أطرافا داخل اللجنة المركزية، تنشط في الخفاء وتراهن على جلب أسماء من خارج القيادة الحالية، كما أنها تعمل أيضا من أجل بقاء الوضع على ما هو عليه في الحزب للوصول إلى الانسداد، وذلك إلى غاية وصول الانتخابات الرئاسية لكي لا يبقى أي معنى لجبهة التحرير، وبظهور "قطبين" داخل "الأفلان" يتفهم للمتتبع، أن الأزمة التي "يتخبط" فيها "الأفلان" منذ سحب الثقة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، له علاقة مباشرة برئاسيات 2014، كما يعتقد عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي السابق ووزير الاتصال الناطق باسم الحكومة سابقا، أن النظام فصل في أمره وفقا للتشريعيات الأخيرة بأن الرئيس المقبل سيكون من "الأفلان" أو محيطه.
وبالنسبة ل"الأرندي" بدأت رائحة "التلاعبات " تفوح داخل الكواليس، وعبّر عن ذلك الأمين العام المؤقت عبد القادر بن صالح، في بيانه الذي شدد فيه على الابتعاد عن محاولات تكسير الحزب، ما يعني أنه في مركز غير مريح ولا يحسد عليه، وفي مواجهة البعض ممن يريد خياطة حزب احمد أويحيى سابقا على مقاسه قبيل أشهر معدودات من الانتخابات الرئاسية، ورفضت نوارة جعفر الناطقة باسم التجمع الوطني الديمقراطي، التصريح بوجود أزمة داخل "الأرندي"، وقالت إن ما يحدث مجرد نقاش بين المناضلين بمن فيهم من يسمون التقويميين. وفيما يتعلق بموقف الحزب من الرئاسيات وإن كان سيقدم مرشحه أو سيدعم مرشحا آخر، قالت أن الحزب لم يفتح بعد ملف الرئاسيات. وستكون الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد الطريق الذي سيأخذه الحزبان اللذين اعتمد عليهما الرئيس بوتفليقة في معاركه الانتخابية السابقة.