ربط الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني صراعه مع خصومه في المعارضة المطالبة برحيله من الأمانة العامة للحزب، بالصراع على منصب مرشح الجبهة لرئاسيات 2014، لكنه نفى في الندوة الصحفية التي نشطها الأحد بالمقر المركزي للحزب بالعاصمة أن يكون تأخر إعلان الرئيس بوتفليقة عن تشكيلة الحكومة الجديدة سببه الصراع الحاصل داخل "الأفلان". تضمنت تصريحات أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم في الندوة الصحفية التي نشطها الأحد غداة انتصاره في معركة الدورة السادسة العادية للجنة المركزية، بإحباطه مسعى سحب الثقة منه، رسائل واضحة للخصوم الذين اتهمهم ضمنيا بالسعي لقطع طريق ترشحه باسم الحزب لرئاسيات سنة 2014، قائلا في مضمون الحديث "أعضاء اللجنة المركزية الذين طالبوا برحيلي يتطلعون إلى استحقاق 2014، ويحاولون وضع أي حاجز أمامي كي لا أصل إلى هذا المبتغى." وعلى الرغم من ورود تصريحاته في سياق الرد على الخصوم بعد معركة كادت أن تقلب موازين القوى داخل الحزب العتيد في اجتماع اللجنة المركزية الجمعة الماضي، فإن تصريحات بلخادم هذه تؤكد بالمقابل رغبته الشخصية المتأنية في خلافة الرئيس بوتفليقة، بدخول انتخابات 2014 مرشحا لحزبه جبهة التحرير الوطني، وهو ما ذهبت إليه معظم التحاليل والقراءات للهزات التنظيمية التي تعصف ليس فقط بجبهة بلخادم، بل بأحزاب أخرى أهمها تجمع الوزير الأول أحمد أويحيى ثاني شريك ل"الأفلان" في التحالف الرئاسي. وحملت تصريحات أمين عام "الأفلان" دلالة واضحة على ارتباط مستقبل الحزب بما سيقرره الرئيس بوتفليقة، حيث قال بلخادم بهذا الصدد أن "رئيس الجمهورية على علم بكل ما هو حاصل داخل الحزب من مناوشات وتجاوزات، كما أن له رأي بخصوص ما يحدث باعتباره الرئيس الشرفي للحزب." و يؤشر حديث بلخادم في هذا الظرف عن علاقة الرئيس بوتفليقة بحزب جبهة التحرير الوطني، على توظيف ورقة الرئيس في كسب موقعة اللجنة المركزية التي اقر بلخادم بتحولها لحلبة صراع عنيف بينه وبين الخصوم. ويبقى الدور على ما سيفعله الرئيس بوتفليقة بالحكومة المنتظرة، لما تحمله تشكيلة الجهاز التنفيذي الذي سيرافق مهمة البرلمان الجديد من بصمات الصراع المحتدم داخل الحزب العتيد وبدرجة أقل في"الأرندي".