قال اساتذة بقطاع التربية الوطنية أن عجلة التعليم في الجزائر تغوص يوما بعد يوم في طريق الفشل الموحل والسبب في ذلك حسبهم انتهاج الوزارة سياسة الدفع إلى الأمام دون البحث عن أماكن العطب و تحديدها فعلاجها و جاء في رسالة لهؤلاء وجهت الى الوزير بابا احمد أنه خلال العشرية الأخيرة عمدت وزارة التربية الوطنية إلى مجموعة من الإجراءات ضمن ما عرف بسياسة الإصلاح و التي كانت تهدف إلى بناء منظومة تربوية عصرية غير أن عشرة سنوات من اختبار المنظومة الجديدة كشفت عن سلبيات كثيرة من أهمها حسب الرسالة عجز التلاميذ عن استيعاب المعلومات الناجم عن الكم الهائل من المعارف المحشور داخل الكتب والبرامج وخوفا من ارتفاع نسب الرسوب بين المتعلمين في الطور الابتدائي اتجهت الوزارة إلى ما عرف بدورتي امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي غير منتبهة الى ان وضع هذا الامتحان في حد ذاته في قسم السنة الخامسة ظلم كبير للتلاميذ حيث أنّ خمس سنوات للتعليم الابتدائي لا تكفي فالمتعلم لم يبلغ بعد النضوج الفكري والعلمي و خاصة عندما يتعلق الامر بالبرامج المكدسة التي يدرسونها خاصة في قسمي السنتين الرابعة و الخامسة أضفْ إلى ذلك يقول نفس المصدر أن التلاميذ عند انتقالهم إلي الطور المتوسط يتلقون التعليم عن مجموعة من الأساتذة عوض عن معلم واحد بحيث أن كل أستاذ يقدم دروسه بطريقته الخاصة فالتلاميذ الناجحون في الدورة الاستدراكية تكون مكتسباتهم القبلية المنهجية و المعرفية غير كافية ولا تمكنهم من مواصلة تعليمهم بالأداء المرجو ما يتسبب في ارتفاع نسبة التكرار في قسم السنة الأولى من التعليم المتوسط كما تسمح للتلاميذ الذين تكثر تغيبانهم و تقل معارفهم للنجاح في الدورة الثانية بأحسن علامة من الذين نجحوا في الدورة الأولى لأن مواضيع الامتحان تسهل و تعمل كل الجهات على إنجاحهم بكل الوسائل لكي لا يرسبوا. كما طالب الاساتذة في رسالة مقترحاتهم الى الوزارة الوصية بضرورة العودة إلى العمل بنظام ست سنوات للانتقال إلي مرحلة التعليم المتوسط و إعادة النظر في برامج السنة الرابعة ابتدائي و حذف ما لا يتوافق مع قدرات التلاميذ و تخفيفه ما أمكن ذلك اضافة الى الاكتفاء بدورة واحدة لامتحان شهادة نهاية التعليم الابتدائي كما عبر هؤلاء عن رفضهم لفكرة إحداث دورتين لشهادة البكالوريا مستنكرين في الوقت ذاته إعادة الاعتبار للبطاقة التركيبية بسبب عدم اقتناعهم بنجاعتهما على أساس أنها ستدعمان روح الاتكال لدى التلاميذ الذين لا يبذلون مجهودات حقيقية للنجاح الفعلي في دراستهم وأن الاعتماد على البطاقة التركيبية لإنجاح المترشحين لامتحان البكالوريا لا جدوى منها علما أن التقويم المدرسي في منظومتنا التربوية يقول هؤلاء يعاني كثيرا من انعدام الصرامة فيها و هذه المشكلة تحتاج إلى النظر الجدى فيها.
و اقترح هؤلاء على وزارة التربية الوطنية التوجه نحو إحداث بكالوريا في جزئين، بمعني توزيع أسئلة الامتحان علي سنتين دراستين بحيث يمتحن المترشحون في الجزء الأول في المواد الثانوية بالنسبة لجميع الشعب و في الجزء الثاني من الامتحان ذاته يمتحنون من خلاله حول المواد الأساسية بالنسبة لجميع الشعب كذلك.