دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إصدار قرار أممي يفوّض تحالفا دوليا بالتدخل في ليبيا. وقال السيسي في حديث لإذاعة "أوروبا 1" الفرنسية بث امس "ليس هناك خيار آخر"، أخذا في الاعتبار موافقة الشعب الليبي وحكومة ليبيا و"دعوتهم لنا للعمل". وأكد الرئيس المصري ردا على سؤال حول استئناف قصف مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في ليبيا: "نحن بحاجة للقيام بذلك، وكلنا معا". من جهة أخرى أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة حول الوضع في ليبيا اليوم الأربعاء ، مشيرا إلى أن الوزير سامح شكري، الذي قد وصل إلى نيويورك، سيجرى مشاورات تمهيدية مع سفراء كل من السعودية والأردن والبحرين والإمارات في إطار التنسيق المشترك ولوضع استراتيجية للتحرك تمهيدا لعقد جلسة مجلس الأمن. وكان الطيران الحربي المصري قد شن سلسلة غارات استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة درنة شرق ليبيا، وذلك بمشاركة مقاتلات ليبية، ردا على إعدام 21 قبطيا مصريا بطريقة وحشية على يد مسلحي التنظيم الإرهابي في لبيبا. وأعلنت القوات المسلحة المصرية في بيان صادر لها الاثنين : "تنفيذا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني وارتباطا بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية، قامت قواتكم المسلحة فجر الاثنين بتوجيه ضربات جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز ومخازن أسلحة وذخائر "تابعة للتنظيم في ليبيا". وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت بيانا أكدت فيه حقها الأصيل والثابت في الدفاع الشرعي عن النفس وحماية مواطنيها في الخارج ضد أي تهديد وفقا لنصوص ميثاق الأممالمتحدة التي تكفل للدول فرادى وجماعات حق الدفاع الشرعي عن النفس. كما طالب بيان الخارجية المصرية دول التحالف الدولي ضد "داعش"، والذي تشارك في عضويته، بتحمل مسؤوليتها لدعم مصر السياسي والمادي واتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي وباقي التنظيمات الإرهابية المماثلة على الأراضي الليبية لما تمثله من تهديد واضح للأمن والسلم الدوليين. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهد مساء الأحد بالقصاص عقب بث تنظيم "داعش" شريطا مصورا لذبح 21 مواطنا مصريا قبطيا كانوا اختطفوا في وقت سابق في مدينة سرت الليبية، وقال السيسي إن "مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من أبسط القيم الإنسانية". وكان اللواء الليبي خليفة حفتر قائد ما يعرف ب"عملية الكرامة" قد أكد في اتصال هاتفي مع قناة "دريم 2" المصرية مساندته لأي عمل عسكري تقوم به مصر ضد الجماعات المتطرفة في ليبيا، مبديا استعداده للتعاون العسكري مع مصر لمواجهة الإرهابيين، ومطالبا القاهرة بتقديم دعم عسكري علني وأكبر لقواته في حربها ضد الجماعات المتطرفة في ليبيا. من جانبه طالب رئيس الحكومة الليبية المعترف به دوليا عبد الله الثني مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي، ودعمه لوجستيا وعسكريا، من أجل مكافحة الجماعات الإرهابية في ليبيا. من جهة أخرى اعتبر رئيس ما يسمى حكومة الإنقاذ الوطني في ليبيا عمر الحاسي الغارات المصرية انتهاكا صارخا للسيادة الليبية وخرقا للشرعية الدولية.
لماذا سارعت مصر إلى اقتناء طائرات "رافال" الفرنسية؟
طرحت صفقة توريد فرنسا لمصر 24 طائرة من طراز "رافال" تساؤلات عديدة حول لجوء الجيش المصري في ظرف قياسي إلى السوق الفرنسية من أجل تقوية ترسانته الحربية في سياق أمني متوتر. وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، وقبيل توجهه إلى لقاهرة من أجل إبرام الصفقة شدد على أن طائرات "الرافال" ستساعد مصر على تأمين قناة السويس ومكافحة الإرهاب في سيناء والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي. وأضاف لودريان أن"الرئيس السيسي لديه ضرورة استراتيجية لتأمين قناة السويس التي يمر عبرها جزء كبير من التجارة العالمية"، وهذا هو السبب الأول للحاجة الملحة أن يكون لدى مصر وسائل حماية بحرية وجوية للاضطلاع بهذا الدور. المفاوضات على شراء "الرافال" وغيرها من المعدات العسكرية انتهت خلال خمسة أشهر للمرة الأولى في تاريخ الصفقات العسكرية بين البلدين، وهي فترة قياسية تؤكد الحاجة الملحة للجيش المصري إلى استخدام طائرات "رافال". وذكرت صحف فرنسية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومنذ أول اتصال بنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند أبدى استعداده لتسريع المفاوضات بشأن التجهيزات المطلوبة للجيش المصري، مشددا على أن "الحدود المتوترة من جهة ليبيا والوضع في سيناء خطيران جدا وخصوصا في ليبيا، وأصبح لا بد من إتمام الصفقة لمنع تقدم داعش باتجاه مصر". بدورها اعتبرت صحيفة "لوموند" أنه "كان طبيعيا أن يشتري السيسي "رافال" الفرنسية بدل ال"اف 16" الأمريكية لأنه غيّر حليف مصر الاستراتيجي" متوجها نحو دول أخرى مثل فرنسا وروسيا.
الميزات الفنية والتعبوية للمقاتلة "الرافال" والحروب التي شاركت فيها
* الوزن بدون حمولة: 9.500 كيلو غرام.
* الوزن عند الإقلاع: 24.000 كيلو غرام.
* سرعة الطائرة القصوى في الارتفاعات العالية 2.000 كم في الساعة.
* الطول: نحو 15 مترا.
* مزودة بمحركين من نوع "سنيكما إم 88-2"
* أقصى ارتفاع لها: 16800 متر.
* قادرة على الطيران بمدى 3700 كيلو متر.
كانت أول تجربة طيران للمقاتلة "رافال" عام 1986 كطيران تجريبي، وتم تصنيع فئات متنوعة منها، بينها فئة مزودة بمقعد واحد، وأخرى مزودة بمقعدين للتدريب، وفئة ثالثة متطورة في مستويات التسليح، وفئة رابعة للإقلاع من حاملات الطائرات. استخدمت الطائرة "رافال" في العديد من المعارك والحروب التي شاركت فيها فرنسا، في أفغانستان وليبيا وفي مالي أيضا، وتشارك أخيرا في الهجمات التي يقوم بها التحالف الدولي للقضاء على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.