قالت اللجنة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة، إن قوات الاحتلال الصهيوني تمكنت فجر امس، من السيطرة على السفينة السويدية ماريان، إحدى سفن أسطول "الحرية 3"، واقتادتها إلى ميناء أسدود "الإسرائيلي". ونددت الحملة في بيان لها، بالقرصنة "الإسرائيلية"، مطالبة العالم بالتحرك، والكف عن الصمت أمام جرائم الاحتلال، كما دعت دولة السويد بالتدخل لإنقاذ سفينة ماريان التي تحمل علمها. وأكدت الحملة أنهم ملتزمون بمواصلة الإبحار إلى غزة حتى كسر الحصار "الإسرائيلي" عن القطاع. وكانت قطع من البحرية "الإسرائيلية" حاصرت "أسطول الحرية 3" في عرض البحر بالمياه الدولية. وقالت اللجنة الأوروبية في بيان مقتضب: "إنه طبقا للخطة التي وضعها تحالف الأسطول تم عودة ثلاثة قوارب مرافقة للسفينة ماريان إلى موانئ انطلاقها". وكانت القناة "الإسرائيلية" الثانية، قالت إن جيش الاحتلال يستعد للسيطرة على "أسطول الحرية 3" لدى اقترابه من شواطئ غزة.
الحملة الأوروبية: سفن أسطول الحرية3 ستواصل إبحارها
أكدت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، أن سفن أسطول الحرية 3 ستواصل إبحارها إلى القطاع رغم القرصنة الصهيونية لأولى سفن الأسطول التي عُرفت باسم "ماريان". وأشار رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي وعضو الحملة، خلال مؤتمر صحفي عقده بغزة، امس إلى أن الساعات 48 ستشهد تحرك باقي سفن أسطول الحرية. وطالب عبده بمواقف دولية وعربية تجاه القرصنة "الإسرائيلية" على سفينة أسطول الحرية وعلى المتضامنين فيها، وقال: "سفن أسطول الحرية ستواصل الإبحار مرات أخرى". وفي كلمته عبر الهاتف أكدّ مازن كحيل رئيس الحملة الأوروبية، أن هذه القرصنة الصهيونية على سفينة "ماريان" تأكيد من الاحتلال على استمراره في خنق وحصار قطاع غزة. وأشار إلى أن رسالة الأسطول وصلت، "لكنه لنّ يكل ولن يمل من تسيير السفن إلى قطاع غزة حتى كسر الحصار" كما قال. وأضاف: "هذه القرصنة الصهيونية تكشف الوجه القبيح والجريمة ضد الإنسانية جمعاء وضد نشطاء لا يملكون إلا نصرة الحق والدفاع عن المظلومين". بدوره؛ ناشد عضو تحالف دعم أسطول الحرية علاء البطة، الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس منظمة التعاون الإسلامي إلى إنقاذ زميلهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي الذي يتعرض لقرصنة صهيونية في هذه اللحظات. وأشار البطة، إلى أنّ التحالف سيواصل خطواته الاحتجاجية وفعالياته للمطالبة بالسماح لأسطول الحرية بالإبحار إلى قطاع غزة. بدوره، قال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار والعضو المؤسس لتحالف أسطول الحرية زاهر بيراوي، في تصريح صحفي "إن الجريمة الإسرائيلية بحق السفينة السويدية تمت على بعد 100 ميل بحري من غزة، الامر الذي يعني أنها تمت في المياه الدولية وليس في المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل وتزعم أن لها الحق في التصرف فيها"، على حد تعبيره. وكانت 3 زوارق عسكرية صهيونية قد سيطرت صباح اليوم على السفينة الأولى من سفن أسطول الحرية التي كانت متجهة إلى قطاع غزة وعلى متنها 18 متضامنا دوليا من أبرزهم الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي. وقد تم مهاجمة السفينة بعد قطع الاتصالات عنها في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
حماس: اختطاف الاحتلال لسفينة "ماريانا" انتهاك للقانون الدولي
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إقدام الاحتلال الصهيوني على السيطرة على أولى سفن أسطول الحرية 3 أثناء إبحارها إلى قطاع غزة بمثابة "عربدة" وانتهاك للقانون الدولي، وطالبت الحركة المجتمع الدولي للخروج عن صمته. وفي تصريح صحفي، وصل "المركز الفلسطيني للإعلام"، نسخة عنه، قال سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة، إن "اختطاف الاحتلال المتضامنين على إحدى سفن أسطول الحرية، ومنع السفينة من الوصول إلى غزة، يمثل صورة للعربدة الإسرائيلية وانتهاكا للقانون الدولي وإصرارا من الاحتلال على حصار غزة". وطالب أبو زهري، "بان كي مون والمجتمع الدولي للخروج عن صمتهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الجريمة". وأوضح أن "رسالة أسطول الحرية قد وصلت، وأن هذه السفينة نجحت في فضح جريمة الحصار وتعرية الاحتلال المجرم أمام شعوب العالم". وسيطرت بحرية الاحتلال فجر امس الاثنين ، على السفينة السويدية ماريانا، إحدى سفن أسطول "الحرية 3"، واقتادتها إلى ميناء أسدود "الإسرائيلي"، ولم يتم التعرف بعد على مصير المتضامنين والنشطاء الدوليين الذين حملتهم السفينة.
يستعد قطاع غزة المحاصر براً، وجواً، وبحراً، لاستقبال سفن أسطول "الحرية 3"، وكلهم أمل أن يصل الضيوف إلى بر الأمان، دون معيقات "إسرائيلية"، وينجحون في كسر قضبان الحصار المفروض عليهم منذ ما يزيد عن ثماني سنوات. ويتكون أسطول "الحرية 3" من 5 سفن، انطلقت الجمعة، من ميناء جزيرة "كريت" اليونانية، بهدف كسر الحصار "الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة، ولفت أنظار العالم إليه. ويشارك في هذا الأسطول الذي تنظمه "الهيئة الدولية لكسر حصار غزة"، عدد من السياسيين، والمثقفين، والفنانين، والرياضيين، من مختلف أنحاء العالم، وفي مقدمتهم الرئيس التونسي السابق، محمد منصف المرزوقي، والناشط الأسترالي، روبرت مارتين، والراهبة الإسبانية، تيريزا فوركادس، والناشط الكندي، روبرت لوف لايس.
وشهدت السنوات التسع الماضية، العديد من المحاولات المماثلة عبر سفن فردية صغيرة، حيث نجحت 5 قوارب بالوصول إلى شاطئ غزة، فيما منعت السلطات "الإسرائيلية" 5 قوارب أخرى.
السفن التي اعترضتها البحرية "الإسرائيلية":
- سفينة "المروة الليبية": 1 ديسمبر 2008، وكانت تحمل ثلاثة آلاف طن من المساعدات الغذائية والدوائية.
- سفينة "العيد": 7 ديسمبر 2008، وكانت تحمل مساعدات طبية وإغاثية مقدمة من فلسطينيي 1948 (يقيمون داخل إسرائيل).
- سفينة "الكرامة": 14 جانفي 2009، وسيّرتها حركة "غزة الحرة" (مقرها في قبرص)، وتم احتجاز ركابها.
- سفينة "الأخوة اللبنانية": 2 فبراير 20009، وكانت تحمل مساعدات من الشعب اللبناني.
- سفينة "روح الإنسانية": في 30 جوان 2009، وكانت تتبع أيضا لحركة "غزة الحرة"، وحملت مساعدات، ونشطاء أوروبيين، وعربا.
- سفينتا "الحرية" و"غزة الحرة": وصلتا غزة في 23 أوت 2008، وأقلتا أكثر من 40 متضامنًا من 17 دولة.
- سفينة "الأمل": وصلت غزة في 29 أكتوبرل 2008، وكان على متنها 27 ناشطاً عربياً وتركياً وأوروبياً.
- سفينة "الكرامة": وصلت غزة في 8 نوفمبر 2008، وعلى متنها 22 ناشطاً، بينهم وزيرة التعاون الدولي البريطانية، في حكومة توني بلير السابقة، كلير شورت.
- سفينة "الكرامة القطرية": وصلت غزة في 20 ديسمبر 2008، وكانت تحمل شخصيات تمثل جمعيات خيرية قطرية، ومساعدات من الأدوية والمستلزمات الطبية.
* أسطول "الحرية 1"
قررت 6 منظمات دولية غير حكومية، أهمها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) تطوير محاولات كسر الحصار البحري عن غزة، عبر "أساطيل"، وعدم الاكتفاء بسفن صغيرة.
وفي هذا السياق، تم تجهيز أسطول الحرية، المكون من 5 سفن، (أكبرها سفينة مافي مرمرة التركية)، وعلى متنه 750 ناشطًا، من 37 دولة.
إلا أنه في 31 ماي عام 2010، وأثناء إبحار الأسطول في المياه الدولية في عرض البحر المتوسط، هاجمت قوات كوماندوز تابعة للبحرية "الإسرائيلية"، بالرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع، السفينة التركية، التي كانت تحمل على متنها أكثر من 500 متضامن معظمهم أتراك.
وأسفر الهجوم الصهيوني عن استشهاد 10 من المتضامنين الأتراك، وجرح 50 آخرين، مما أحدث توترًا في العلاقات التركية الصهيونية، وأدى إلى استنكار دولي واسع، أجبر "إسرائيل" على التخفيف من حصارها على قطاع غزة.
* أسطول "الحرية 2"
بعد حادث أسطول الحرية الأول، حاولت العديد من المؤسسات، تكرار المحاولة، وإطلاق أسطول جديد، عام 2011.
وكان من المفترض أن يبحر أسطول "الحرية 2" من ميناء كريت في اليونان، متجهًا إلى غزة، إلا أن ضغوطاً "إسرائيلية" حالت دون ذلك، كما يقول علي النزلي، الناطق باسم "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار" في غزة (غير حكومية).
وكان الأسطول يتكون من 4 سفن تضامنية، تُقل على متنها نحو 60 ناشطًا من 22 دولة، أهمها النرويج، واليونان، وإيرلندا، ودول عربية.
وقال النزلي للأناضول: "كانت الضغوط الإسرائيلية كبيرة على الحكومة اليونانية، فلم يتمكن الأسطول من الإبحار".
إصابة مجندة صهيونية بعملية طعن قرب بيت لحم
أصيبت مجندة صهيونية بجراح متوسطة، صباح امس الاثنين، في عملية طعن نفذتها فتاة فلسطينية على الحاجز الشمالي الذي يفصل مدينة بيت لحم عن مدينة القدسالمحتلة. وقالت الناطقة باسم الشرطة الصهيونية إن فتاة وصلت إلى موقع الفحص على الحاجز الذي يطلقون عليه اسم حاجز "قبة راحيل"، و أخرجت سكينا و طعنت مجندة من الشرطة العسكرية وأصابتها إصابات متوسطة إلى خطيرة. وأوضحت أن جنود الاحتلال المتواجدين في المكان تمكنوا من اعتقال الفتاة بعد السيطرة عليها. بدورها، ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن المجندة حالتها خطيرة وتم نقلها الى مستشفى هداسا عين كارم، والإصابة كانت في العنق، وقامت الشرطة وحراس الإمن باعتقال الفلسطينية التي قامت بعملية الطعن، ووجد في حوزتها أكثر من سكين.
حذّرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، بعد مضي عام على الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة، واصفةً إياها ب"المأساوية". وقال خليل أبو شمالة (رئيس الشبكة، ومدير مركز الضمير لحقوق الإنسان)، خلال مؤتمر صحفيّ عقدته الشبكة، بالتعاون مع البلديات والجامعات ومؤسسات القطاع الخاص، في مدينة غزة: "الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتدهور بشكل متسارع وغير مسبوق، على كافة الأصعدة، نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة والحصار المتواصل". وتابع:" الحصار الإسرائيلي المستمر هو السبب الرئيسي لأزمات قطاع غزة، خاصة الفقر والبطالة، وانعدام الأمن الغذائي الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة". وندّد أبو شمالة باستمرار آلية إعمار قطاع غزة، التي تشرف عليها الأممالمتحدة، مؤكداً أنها تشكّل قيودا وشروطا على الشعب الفلسطيني في إدخال مواد البناء والرقابة عليها مما يعمّق من الأزمة الإنسانية بالقطاع. وطالبت شبكة المنظمات الأهلية (تضم في عضويتها 133 منظمة) الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياتهما القانونية والأخلاقية تجاه إنهاء معاناة قطاع غزة. وفي كلمة لها خلال المؤتمر، عبّرت الأمين العام لمؤسسة المساعدات الشعبية النرويجية "ليف توريس"، عن استيائها من استمرار فرض الحصار "الإسرائيلي" على القطاع، مؤكدةً على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لرفع الحصار. ووصفت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ب"الكارثية، خاصة أن (80)% من الفلسطينيين في قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الخارجية". ووفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، مطلع الشهر الجاري فإن معدل البطالة في قطاع غزة، بلغ 43%، فيما بلغت نسبة الفقر 38.8%. وشنت "إسرائيل" في السابع من تموز الماضي حرباً على قطاع غزة استمرت 51 يوماً، أدت إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
في الذكرى السنوية الأولى للحرب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة (صيف 2014)، قال "روني دنيئيل" المحلل العسكري للقناة العبرية الثانية، إنه من يعتقد أن العملية العسكرية الكبيرة على القطاع جلبت الهدوء المطلق، يكون واهما ويجب عليه مراجعة حساباته وتوقعاته. وأوضح دنيئيل بالقول: بعد سنة من حرب "الجرف الصامد" ميدانيا لم يتغير شيء، نعم يوجد ردع ولكنه من المتوقع أن يتلاشى. ويتابع قائلاً: "بعد سنة من العملية العسكرية على قطاع غزة، يظهر لي أن علينا تكذيب توقعاتنا، ومن يعتقد أن العملية العسكرية الكبيرة على القطاع جلبت الهدوء المطلق، يكون واهما ويجب عليه مراجعة حساباته وتوقعاته". وقال: "إن قطاع غزة سيبقى يطارد إسرائيل في المستقبل، حتى وإن قمنا بعملية عسكرية ضخمة أخرى، ولا يوجد في حسابات إسرائيل احتلال القطاع قطعيا لأنها ستبقى بعد احتلالها في غزة، لذلك ما عليها إلا أن تبقى تردع حماس كلما تسنى لها ذلك، لذلك نردع حماس مرات، ومرات لا، وهذا الواقع يجب أن نعيش معه". وأضاف ساخرا من قيادته: "إذا أردتم زيادة التأثير فعليكم أن تطردوا سكان القطاع من منازلهم، وأيضا هذه لن تكون عملية سهلة ومستمرة". ويقول: "سنة بعد نهاية العملية لم يتغير شيء، حماس عادت لحفر الأنفاق والتسليح استعداداً للهجوم القادم، ولغاية الآن الوضع ما زال مرتدعا، لكن لا أحد يعرف أو يتوقع متى سينتهي تأثير الردع هذا".