عاد الجدل إلى الساحة الكروية الجزائرية في شأن قرار اتحاد الكرة المحلي منع انتداب لاعبين أجانب، اعتباراً من فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، وذلك تزامناً مع عودة عجلة دوري المحترفين للدوران في مرحلته الأولى. كان الاتحاد الجزائري أعلن بعد اجتماع مكتبه التنفيذي الشهر الماضي منع أندية الدوري من انتداب اللاعبين الأجانب، بداية من فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، وهو القرار الذي واجه انتقادات شديده، ووصف ب«العنصري». وبرر رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة القرار «الصادم» حين أعلن، في تصريح إذاعي، أن هيئته الكروية قررت عدم السماح بجلب لاعبين أجانب لأنهم غير محميين في الأندية. وأوضح: «لم نمنع أو نعترض أبداً على انتداب اللاعبين الأجانب الذين يوجدون في الجزائر بطريقة يمكن القول إنها غير شرعية، لأن غالبيتهم يفتقدون رخص العمل، كما أن الأندية عاجزة عن تسديد رواتبهم، نريد حماية الجميع ولا نريد لهذا النظام أن يستمر». وأضاف: «القانون الحالي لا يسمح للأندية بتحويل رواتب اللاعبين إلى الخارج، وهذا ما يدفع بعض رؤساء الأندية للجوء إلى السوق السوداء لشراء النقد الأجنبي، وهذا تصرف غير شرعي تماماً». وكشف روراوة أن الاتحاد الجزائري دفع أخيراً 98 ألف دولار لفريق متواضع من مالي، بطلب من الاتحاد الدولي (فيفا)، بعد الخلاف الذي نشب بين نادي مولودية بجاية (وصيف الدوري) وأحد اللاعبين الذين انتدبهم من مالي، منوهاً بأنه لو لم يدفع الاتحاد هذا المبلغ لتم خصم ثلاث نقاط من رصيد النادي. وذكر روراوة، أن الاتحاد اضطر، خلال عام ونصف العام، إلى دفع مليون دولار، وهو مبلغ يمثل قيمة الخلافات بين الأندية الجزائرية ولاعبيها الأجانب، مشدداً على أن الاتحاد لن يدفع مستقبلاً بدلاً من الأندية التي هي في الأصل شركات تجارية.
وأثار القرار حفيظة غالبية رؤساء الأندية الذين اعتبروه «غير مفهوم» و«عنصرياً» ولا يسهم في رفع مستوى الكرة الجزائرية. وبدا حسان حمار رئيس نادي وفاق سطيف حامل لقب الدوري المحلي ودوري أبطال أفريقيا أكثر انتقاداً للقرار حين قال: «سنرضى بالقرار حين يتوقف الاتحاد عن جلب اللاعبين مزدوجي الجنسية (الجزائريون المولودون في الخارج) إلى المنتخب، في إشارة واضحة إلى رفضه سياسة الهيئة الكروية التي تعتمد على جلب اللاعبين مزدوجي الجنسية إلى المنتخب الأول. لكن كثيراً من المتتبعين اعتبروا القرار سياسياً بحتاً ومؤشراً على بدء الحكومة في مواجهة تداعيات انخفاض سعر النفط؛ المصدر الرئيس للجزائر، إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل. تأتي هذه الأحداث تزامناً مع انطلاق الموسم الجديد لدوري المحترفين، الذي شهد أسبوعه الأول أحداث شغب وعنف، في قمة الأسبوع بين نادي العاصمة مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، التي انتهت بالتعادل الأبيض، وكان كثير من الإصابات في مشادات بين مشجعي الناديين من جهة، وبين المشجعين وقوات الشرطة من جهة ثانية.