يمكن لكبش سلالة أولاد جلال الذي ستخصص له بسكرة عيدا وطنيا أن تكون له علامته الخاصة عندما يحظى المربون بمرافقة علمية و تقنية و كذا بتدابير تحفيزية حسب ما عبر عليه بعض المربين. و يمكن القول كذلك أنه منذ 2 يناير لم تعد المرافقة العلمية التي طرحها المربون مجرد تمني لأنه في ذلك التاريخ تم فتح مركز جهوي للتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي و ذلك بأولاد جلال (98 كلم غرب بسكرة). و يقوم هذا المركز بتجسيد المهام المسندة إليه في مجالات الحفاظ على هذه السلالة و تنميتها و تطويرها انطلاقا من تسخير اللقاحات الاصطناعية بالمواصفات الوراثية المطلوبة وتعميمها عبر كامل التراب الوطني حسب ما أفاد به مدير المصالح الفلاحية بالولاية عيسى دربالي. و يتوفر هذا المركز الذي يتربع على 4 هكتارات ويتولى تأطيره خبراء في هذا النوع من السلالة على حظيرة بها قطعان من المواشي من ذات السلالة مستغلة في إجراء التجارب العلمية عليها وكذا قاعة لجمع وتخزين اللقاح ومخبرين اثنين للتحسين الوراثي وتجهيز اللقاح إلى جانب فضاء لتقديم الدروس واحتضان الدورات التكوينية لفائدة الأعوان المكلفين بالتلقيح حسب المعطيات المتاحة بعين المكان. و بخصوص المتابعة العلمية والتقنية فإن المفتشية البيطرية بالولاية تسهر على ضمان الحماية الصحية للثروة الحيوانية المنتشرة بإقليم الولاية بما في ذلك الكباش من سلالة أولاد جلال من خلال برمجة حملات تلقيح وقائية بصفة دورية في السنة وإطلاق عمليات تدعيمية في حالة الضرورة وفقا لمسؤول المفتشية سمير حمزة. وفي سياق ترقية هذه الثروة التي تعد إلى جانب التمور قيمة مضافة للقطاع بولاية بسكرة قد تم تخصيص شبكة من الفضاءات المؤهلة بصفة مسارات رعوية خاصة بإقليم الزيبان الغربية و ذلك بالتنسيق بينكل من المصالح الفلاحية ومحافظة الغابات والمجالس الشعبية البلدية المعنية والمهنيين وفقا للسيد دربالي الذي أكد وضع تلك المساحات في متناول المربين لأجل استغلالها في رعي قطعانهم. وتحظى شعبة تربية المواشي بدعم ملموس من طرف الدولة يمكن ترجمة بعض ملامحه في منح لكل مربي معتمد حصة بأسعار مدعمة من الأعلاف بمعدل 300 غرام يوميا من الشعير لكل رأس مثلما ذكره من جهته رئيس جمعية المربين الولائية محمد ميطح معتبرا أن جعل "علامة الكباش من سلالة أولاد جلال" هو ضمان لحماية هذا الموروث الوطني. وكان وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سيد أحمد فروخي مثلما أوردته وسائل إعلام وطنية أعلن في وقت سابق أنه تم الشروع في حماية الإنتاج الوطني في العلامة الجزائرية المسجلة كسلالة أولاد جلال على غرار تمور دقلة نور بولاية بسكرة والتين المجفف لبني معوش ببجاية وعلامة الزيتون "سيقوار" بمعسكر. وتتمثل خصائص الشكل لدى الكباش من سلالة أولاد جلال بأنها ذات لون أبيض وصوف يغطي كامل الجسم باستثناء البطن وأسفل الرقبة وذيل نحيف وقامة مرتفعة وأطراف طويلة وقوية وأنيقة وأذنين متدليتين بطول متوسط و وزن يتراوح بين 49 و81 كلغ وفق توضيحات قدمها الباحث في السلالة محمد الأمين نجاعي وهو إطار متقاعد من مديرية المصالح الفلاحية بالولاية. وفضلا عن ذلك فإن هذه الثروة الحيوانية حسب ذات المتحدث تتأقلم مع طبيعة المناطق الجافة وتستحسن الرعي في فضاءات متباينة وتتمتع بالقدرة على تحمل المشي لمسافات طويلة تصل حتى مدى 25 كلم مما يساعدها على التواجد في مختلف أنحاء الوطن مشيرا إلى أن هذه السلالة تنتشر جغرافيا في مناطق شاسعة من الهضاب العليا والسهوب إلى أقصى الحدود الشرقية للبلاد. وتحصي ولاية بسكرة ما يفوق 1 مليون رأس من هذه المواشي متمركزة خاصة بمنطقة أولاد جلال التي أخذت تسميتها نسبة إليها وهي منطقة يقطنها نحو 60 ألف نسمة ويتم بها تربية هذه السلالة على نطاق واسع وتمثل مصدر رزق لغالبية سكان عالم الريف وفق معلومات مستقاة لدى رئيس مصلحة الإحصائيات بمديرية المصالح الفلاحية للولاية طارق بن صالح.