لم يعد المواطن العادي يتابع أي جلبة سياسية، ولم تعد تثيره زعيمة حزب العمال لويزة حنون حين تصرخ مطالبة بحماية ثروات الشعب من الأوليغارشية المتوحشة، لأن الشعب يدرك جيدا أنه لو بقي ليونيل تروتسكي حيا ورأى الحال الذي وصل إليه مذهبه الاشتراكي مع لويزة حنون وحزبها، لبكى بدل الدمع دما قانيا "ووكل الخالق على المخلوقة". كما لم يعد يهتم الشعب بقوانين الانتخابات التي يريد زعيم جبهة العدالة والتنمية بتعديلها ويطالب بإصلاحها وإبعاد وزارة الداخلية ووزارة العدل عن الإشراف عن العملية الانتخابية، كما لم يعد الشعب يهتم بما يقوله مقري او سعداني او سعيد سعدي او محسن بلعباس او هيئات حقوق الإنسان أو اي كان، ولو سألت عن كل هؤلاء أي مواطن عادي سيجيبك " هؤلاء فاريينها"، مصيبة الشعب الكبيرة في بقرته الحلوب، بعد أن خر برميل النفط على رؤوس الناس فأرداهم في حيرة من أمرهم والكل يترقب وينتظر أن ينهار كل شيء عليهم وترتفع الأتوات وحرق الجيوب، التي لن تردها صرخات لويزة حنون ولا دعاوي الخير لجاب الله ومقري، ولا حتى دعوات الديمقراطية لمحسن بلعباس. اليوم النشرة التي يتابعها المواطن هي النشرة الاقتصادية والنشرة الجوية أما غير ذلك فليس سوى عبث في عبث، وان كان الناس زمان يقولون يدي على قلبي فإن المواطن الذي سيدفع ثمن ركلة جزاء لم يرتكبها ويسجل عليه بدل الهدف أهدافا سيقول يدي على برميلي .