يتجه الديوان الوطني للثقافة والإعلام خلال تنظيمه للدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي، على نفس الخطى التي انتهجها خلال اشرافه على فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، ويبدو أن المؤسسة تسعى إلى بلوغ ذات النتائج التي حققت في سرتا، وتتبع نفس الخطى، الإستراتيجية والبعد المنشود أنذاك، خاصة ما تعلق بالشق الإعلامي الذي علقت عليه تبعات ما حققته قسنطينة عاصمة للثقافة العربية. ويصر الديوان على منهجيته في تعاطيه مع الإعلام، وصب الجهود فقط على تحقيق البرنامج وتنظيم الفعاليلات، مرتكزا على الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها، متغافلا عن الصدى الذي قد تحققه تلك البرامج، هذه الأخيرة بقيت في قسنطينة حبيسة القاعات ومن حضر هناك، ولم تعطي الإنطباع بأنها تظاهر تشع ببعد عربي واسع. ويبدو أن هذه الجهات راضية عما سلف ذكره، وتصبو إلى إعادة الكرة في وهران ومستغانم خلال مهرجان المسرح العربي من ال 10 إلى 19 جانفي 2017، الذي يسوده لحد الآن هدوء غريب، وإغفال للشق الإعلامي، الذي كان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد أكد في قسنطينة على أن الإعلام شريك مهم في إنجاح مثل هذه التظاهرات، في حين علقت بعض الأطراف خيبات عاصمة الثقافة العربية على تقصير اتهمت وسائل الإعلام به. ويرى المتابعون للحراك الثقافي في الجزائر مثل هذه التوجهات حديثة في الساحة، كسرت تقاليد سابقة اختفت بعد تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية التي أشعت بفعالياتها وتعدت السياق الوطني إلى العربي والدولي، حين اكتست البعد المرجو منها، باعتبارها حدث كبيرا، تناقلته وسائل الإعلام آنذاك بشكل يومي على صفحات الجرائد والقنوات الوطنية وحتى الأجنبية، كل هذا كان تتويجا لخطة إعلامية محكمة، اتخذت الإعلامي شريكا حقيقيا، في إنجاح مثل هذه المناسبات، لا طرفا مستقلا، حظوره من عدمه غير مهم.