دعا المشاركون في الملتقى الاقليمي للكاريبي حول تصفية الاستعمار الذي تنظمه لجنة ال24 الاممية منظمة الاممالمتحدة الى تسريع مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية مطالبين بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وأكد الملتقى الذي يدوم ثلاثة ايام المنظم بكينغستاون و المخصص لمستقبل تصفية الاستعمار من 17 اقليما غير مستقل مدرجا في الاجندة الاممية على ضرورة اعادة تفعيل اللجنة الخاصة الاممية لتصفية الاستعمار المسماة لجنة ال24 حتى تتمكن من تحقيق اهدافها. في هذا الصدد، أكدت خبيرة اللجنة جوديت بورن انه بدون "اعادة تقييم و اعادة هيكلة جذرية و عميقة لعمل اللجنة (...) فان العشرية الدولية الثالثة لتصفية الاستعمار ستتحول بكل بساطة الى عشرية رابعة و خامسة الى غاية تلاشي الجهود بسبب الاهمال و الفتور". كما اشار المشاركون الى ان "مسارات تصفية الاستعمار متعثرة" حيث انه منذ استقلال تيمور الشرقية في سنة 2002 بقيت الاقاليم ال17 غير المستقلة تنتظر ممارسة حقها في تقرير المصير. وأوضحوا خلال هذا الملتقى المنظم بمناسبة اسبوع التضامن مع شعوب الاقاليم غير المستقلة ان "مصداقية اللجنة الاممية تتوقف على مدى تأثيرها القوي لتجسيد العشرية الثالثة لتصفية الاستعمار". من جانبه اكد السيد ارسيا فيفاس باسم رئيس اللجنة السفير الفنزويلي رفائيل داريو راميراز كارينو انه "يجب على الاممالمتحدة ان تضع نصب عينيها اللائحة رقم 1514 الصادرة عن الجمعية العامة و التي نصت على ان الاستعمار قد رهن حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها". كما أعرب ممثل فنزويلا الذي اسهب في موضوع نهب الموارد الطبيعية لتلك الأقاليم عن أسفه لكون "مسار تصفية الاستعمار لا زال عالقا". أما ممثلة كوبا فقد اشارت الى ان مسالة الصحراء الغربية التي تمحورت حولها معظم نقاشات هذا الملتقى "يجب ان تشكل موضوع دراسة مستمرة" امام لجنة ال24 و ذلك طبقا لتوصيات الجمعية العامة معربة عن دعمها لاستئناف المفاوضات بين جبهة البوليساريو و المغرب. من جانبه، أكد ممثل الجزائر لدى تدخله خلال الاشغال على ان المجتمع الدولي مطالب بمواصلة تقديم دعمه للجنة الاممية من اجل مساعدتها على اداء مهمتها. كما أعرب عن دعمه لجهود مجلس الامن الدولي و رئيس الاممالمتحدة من اجل استئناف المفاوضات مذكرا بمختلف قرارات المحاكم الدولية التي اكدت بان الصحراء الغربية ليس جزء من التراب المغربي. وأضاف قائلا ان لجنة ال24 مدعوة لضم جهودها لجهود الاتحاد الافريقي من اجل التوصل الى حل دائم يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي. وفي معرض فضحه للسياسة الاستعمارية للرباط ذكر ممثل الجزائر بان المغرب هو الذي اقترح تقسيم الصحراء الغربية مما يشكل دليلا قاطعا على ان مطلبه الترابي غير مؤسس. من جانبه، دعا ممثل زيمبابوي الى تجسيد اللوائح السديدة لمجلس الامن الدولي حول الصحراء الغربية مقترحا على لجنة ال24 تنظيم زيارة إلى الأراضي المحتلة من اجل التقييم الميداني لوضعية الشعب الصحراوي. أما ممثل جبهة البوليساريو احمد بوخاري الذي حضر هذا اللقاء فقد قدم من جانبه مجموعة من التوضيحات حول نزاع الصحراء الغربية مضيفا ان مختلف لوائح الجمعية العامة الاممية قد اكدت على ان التواجد المغربي في الصحراء الغربية يعد "احتلالا عسكريا". كما أشار الى ان تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي نادت به الاممالمتحدة قد عرقله المغرب الذي يحاول كذلك من خلال ممارسات غير قانونية فرض منتخبين مزيفين على انهم ممثلين للشعب الصحراوي في حين ان لجنة ال24 قد اقرت بشكل نهائي في سنة 2016 بان جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي. في ذات السياق، استعرض الملتقى الوضع السائد في الاقاليم ال17 غير المستقلة التابعة للجنة الخاصة و سيتم دراسة النتائج المترتبة عنه على مستوى اللجنة الخاصة خلال دورتها المزمع عقدها في يونيو المقبل ليتم عرضها بعد ذلك على الجمعية العامة للأمم المتحدة.