شارك آلاف المواطنين امس بسطيف في "مسيرة العهد و الوفاء" التي دأب على تنظيمها تخليدا لذكرى ضحايا مجازر 8 ماي1945. و حمل المشاركون الذين ساروا على نفس المسار الذي اتخذته المسيرة السلمية قبل 66 عاما الرايات الوطنية و لافتات كتبت عليها عبارات تمجد أرواح عشرات الآلاف من الجزائريين الذين استشهدوا في 8 ماي 1945 بالإضافة إلى صور لبعض الشهداء من بينها صورة بوزيد سعال أول من سقط غدرا برصاص الاحتلال الفرنسي آنذاك. وانطلقت المسيرة من أمام مسجد محطة القطار ( أبي ذر الغفاري حاليا) إلى غاية شارع "8 ماي1945" الذي كان مسرحا لأول طلقات نارية من طرف شرطة الاحتلال مرورا بشارع أول نوفمبر. وبعين الفوارة أدت مجموعة صوتية تضم حوالي 1.000 تلميذ يرتدون ملابس بلون العلم الوطني و مشكلين عديد الصفوف بساحة الاستقلال و في ظل منارة مسجد "العتيق" أناشيد وطنية من بينها" أوفياء" للراحل عبد الوهاب سلامي و "حيو شمال إفريقيا" و ذلك وسط صمت الجماهير الغفيرة التي احتشدت بعين المكان إلى جانب السلطات الولائية. وتوجه الوفد الرسمي الذي تنقل قبل كل ذلك إلى مقبرة الشهداء بسيدي السعيد للترحم على أرواحهم الطاهرة إلى فضاء الإنترنت (وسط المدينة) حيث تم تدشين معرض للطوابع البريدية نظمه عدد من الهواة. و أشرفت سلطات الولاية كذلك على تدشين الصالون المتوسطي الثالث للفن التشكيلي تحت شعار "8 ماي 1945 بلغة الألوان " بمبادرة مشتركة لكل من الاتحاد الوطني للفنون الثقافية و لجنة الحفلات للبلدية . ويشارك في هذه التظاهرة التي تدوم أربعة أيام فنانون تشكيليون من الجزائر و فرنسا و سوريا و مصر و العراق و تونس و المغرب . وحسب المنظمين فإن هذا المعرض يعد فرصة لمناقشة شؤون الفنون في المغرب العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط . وبحديقة الأمير عبد القادر (وسط سطيف) زارت سلطات الولاية و مجاهدون كذلك معرضا للرسم بمشاركة حوالي 30 طفلا يمثلون الطور الابتدائي يتنافسون في رسم ما تمليه عليهم مخيلاتهم حول أحداث مجازر 8 ماي 1945.