من يقرأ، والذي يكتب لمن يكتب ..؟ لا أريد أن أحبط أي قارئ نهم للقراءة ولا أن أحطم همة كاتب يريد أن يصل، ولكنه واقع الكتاب المسكين في هذه البلاد، فالباحث في صالون الكتاب عن كتاب مهم في الأدب والفكر والتاريخ والفلسفة والحضارة سيجده حتما دون جهد وسيجد منه أضعاف مضاعفة وسيجد الرفوف ممتلئة به ولكن لا أحد يشتري إلا القلة القليلة ومن هذه القلة القليلة ثمة فئة تشتري هذه الكتب للزينة، ويبقى بعض النفر من البشر يقتنون هذه الكتب من أجل المعرفة والعلم، في الوقت ذاته لن يخيبك قارئ كتاب لكي سيدتي، وكيف تصبح ملينوير في 80 يوما، والأكيد ان مؤلف كتاب كيف تصبح ملينوير في 80 يوما سينصح في كتابه القاؤئ بأن يؤلف كتاب بعنوان كيف تصبح مليونير في 79 يوما ، مثل هذه الكتب هي التي يتهافت عليها الناس دون أن ننسى كتب الطبخ، والتجميل والريجيم وغيرها من الكتب التي تزيد العقل جهلا وتزيد القلب قسوة، قد يتساءل الناس لمذا يحدث هذا ببساطة لأننا عودنا الأطفال على الإنشغال بأمور أقل ما يقال عنها أنها بعيدة عن العقل والفكر، فبدلا أن نقتني له كتابا يعرفه بأعلام الفكر بطريقة ذكية ومبسطة نقتني له كتبا و مجالات توم وجيري، وافتح يا سمسم والرجل الحديدي، وحين يكبر يصبح رجلا حديديا بلا عقل وبلا مخ وبلا فكر ن يعني حديد في حديد ، لذا تشرد الكتاب في هذه البلاد.