استوقف عضو البرلمان الفرنسي، جون بول لوكوك، كلا من المغرب وإسرائيل لانتهاكهما حقوق الإنسان، في مداخلة له يوم الإثنين أمام مجلس أوروبا المنعقد بستراسبورغ الفرنسية. وقال السيد لوكوك، الممثل عن كتلة اليسار الديمقراطي وعضو الحزب الشيوعي الفرنسي العريق في تضامنه مع قضايا التحرير في إفريقيا والعالم، أن المغرب وإسرائيل، الذين يستقبلهما مجلس أوروبا باسم الشراكة في الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، بعيدان كل البعد عن احترام هذه القيم. ففيما يخص القضية الصحراوية تساءل النائب الفرنسي عن مصير المعتقلين السياسيين الصحراويين ال23 المعتقلين بسجن سلا، مستغربا لإصرار المغرب محاكمتهم أمام محكمة عسكرية مغربية. وقال النائب الفرنسي في مداخلته: "سأغتنم فرصة نقاش الجمع البرلماني لمجلس أوروبا للقضايا المرتبطة بضيفينا، المغرب وغسرائيل، الذين يتمتعان بوضعية شركاء في الديمقراطية، لأتساءل اولا عن معتقلي سجن سلا. وأود مساءلة أصدقائنا من الوفد المغربي حول كيف يمكن الحديث عن احترام حقوق الإنسان مع اعتقال رجال جرمهم الوحيد هو أنهم تظاهروا للمطالبة بتحرير والتسقلال الصحراء الغربية؟ لماذا يريد المغرب محاكمة مدنيين أمام محكمة عسكرية؟". واعتبر النائب الفرنسي أن "الحق في التظاهر بالنسبة لأي حركة معارضة هو حق أساسي في أي بلد ديمقراطي، وإن منعه هو دليل على إرتداد ديكتاتوري. وحتى لو أن الأغلبية الحاكمة لا تتفق في الرأي حول قضية الصحراء الغربية، فهذا لا يعني انتهاك الحق في السلامة المنصوص عليه في المادة ال5 من الاتفاقية الاوروبية لحماية الحريات الأساسية وحقوق الإنسان". وللتذكير فإن مجلس أوروبا هو المجلس الذي ولد من خلال الإتحاد الأوروبي، حيث أسس المجلس يوم 5 مايو 1949 من طرف 10 دول أوروبية، ليضم الآن 47 بلدا أوروبيا 27 منهم أعضاء في الإتحاد الأوروبي. ويتقاسم المجلس الأدوار مع الإتحاد الأوروبي في العمل على توحيد الدول الأوروبية حول نفس الأهداف والسياسات، حيث أنه يفتح المجال للدول التي لا زالت لا تتمتع بالعضوية في الاتحاد الاووربي بالتفاعل مع بقية دول الإتحاد الاوروبي في رسم سياسات القارة، كما يفتح المجال للدول المرتبطة بعلاقات مع أوروبا بنفس التفاعل. أما النائب الفرنسي، جون بول لوكوك، فهو سياسي فرنسي من الحزب الشيوعي، معروف بمواقفه التقدمية في دعم القضيتين الصحراوية والفلسطينية، ويعمل بكل جد في طرحهما على الطاولة سواء داخل البرلمان الفرنسي أو الكتل البرلمانية الممثلة داخل مجلس أوروبا.