نفى عبد المالك تيطاح المدير العام للمديرية العامة الغابات أن تكون المساحات الغابية في الجزائر في تقلص بفعل ارتفاع عدد الحرائق التي تتعرض لها سنويا، واستبعد من جهة أخرى ان يؤدي تأخر عملية مسح الأراضي الى بروز حالات الاستيلاء على المساحات الغابية. وقال تيطاح امس ان المساحات الغابية في الجزائر لا تعرف تقلصا رغم التحولات التي تتعرض لها الغابات يوميا سواء المناخية او بسبب الحرائق التي تلتهم آلاف الهكتارات، وحسبه فإن العكس هو الذي يحدث اليوم ويعود ذلك الى سياسة التشجير المسطرة من طرف السلطات العمومية، وقال "ان الثروة الغابية تعرف تطورا بالنظر الى المجهودات التي تبذل في اطار البرنامج الوطني المتبع في هذا الشأن حيث ينتظر ان يتم تشجير أكثر من 1200 هكتار على مدار 20 سنة القادمة". وذكر بان 60 هكتارا تم تشجيرها العام الماضي، وتراهن السلطات العمومية على تشجير مساحة تقدر ب100 هكتار سنويا. وأوضح تيطاح في تصريح للإذاعة الجزائرية القناة الثالثة أمس ان المساحات التي تلتهمها الحرائق لا تعني انها أتلفتت والى الابد بل إن صورا عبر الساتل تبرز السرعة التي يعاد فيها نهوض وإحياء النسيج الغابي. واضاف "ان اتلاف الغابة والى الابد لا يحدث الا في حالة تعرضها لحرائق اربع سنوات متتالية" وخلص الى التقليل من حدوث مثل هذا السيناريو في الجزائر. ويذكر ان وزارة الفلاحة والتنمية الريفية خصصت غلافا ماليا يقدر ب21 مليار دولار في اطار برنامج التشجير. وحول امكانية تقلص المساحات الغابية وتعرضها للنهب والسطو من طرف أكثر من متدخل بسبب بطء عملية مسح الأراضي اكد تيطاح ان عملية المسح متواصلة، وان تنظيما خاصا بالمديرية العامة للغابات تم وضعها على مستوى كل ولايات الوطن مهمته متابعة ومراقبة المساحات الغالبية والكشف عن حالات التعدي والسطو على الثروة الغابية. وكان وزير المالية كريم جودي اعلن بمجلس الامة في رده على سؤال شفهي حول عملية مسح الاراضي ان العملية سيتم الانتهاء منها في افاق عام 2017 بفضل الاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة منها الاقمار الصناعية، وذكر بان المساحة الغابية التي تم مسحها تقدر ب22 الف هكتار. ومن جهة اخرى قدم المدير العام للمديرية العامة للغابات ارقاما حول عدد الحرائق المسجلة العام الجاري، وأشار الى ان عددها تقلص مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية حيث تم احصاء منذ الفاتح جوان الماضي والى غاية 25 جويلية الجاري 436 حريقا، اتلفت 1674 هكتارا منها 1198 هكتارا من الغابات، في حين تم احصاء في نفس الفترة من السنة الماضية 637 حريقا اتلفت اكثر من 9 الاف هكتار منها اكثر من 5 الاف هكتار من الغابات الحرائق. وتحدث عن إمكانيات مادية وبشرية ضخمة تم تسخيرها إضافة الى اشراك المواطنين في العملية، حيث تم تجنيد 480 فرقة متنقلة في كل الولايات وكذا اكثر من 2000 عون وهناك ايضا اكثر من 300 مركز مراقبة دائم اضافة إلى 18 الف عامل يشتغلون في مختلف الورشات الواقعة على المستوى الوطني وفي العديد من القطاعات مهيئين في اطار اتفاقات تعاون وقعت مع المديرية العامة للغابات لتقديم يد المساعدة في حال تسجيل حرائق.